طالب أهالي بلدة العوشزية (20 كيلو تقريباً شرقي محافظة عنيزة)، الجهات المعنية بسرعة التدخل لوضع حد لمعاناتهم المتمثلة في وجود مستنقعات تحولت بفعل الإهمال إلى بيئة خصبة لتكاثر «البعوض»، إلى جانب المياه الراكدة في المجرى الواقع بالقرب من قصر العين، حيث وصف الأهالي بعض المستنقعات بحاضنة الأمراض؛ نظرا لكثرة الحشرات الناقلة للفيروسات المعدية، فيما طالب آخرون بإعادة تعبيد مدخل بلدتهم الرئيسي والمتفرع من طريق السفير الشبيلى إلى العوشزية، وتحويله إلى مسار مزدوج وإنارته، بعد أن طال انتظار حلم الأهالي بتوفير الخدمات الأساسية للمركز. يقول كل من فهد الحمود وناصر السعيد من سكان البلدة "الطريق الرئيسي بحاجة إلى عناية واهتمام من قبل وزارة النقل من خلال تحويله إلى مسار مزدوج وإنارته، والذي يعد شريان الحياة في العوشزية؛ نظرا لأهمية موقعها الجغرافي المميز والذي يربط بين ثلاث محافظات رئيسية هي عنيزة، المذنب والشماسية". وعبر سعود الجريد أحد سكان المركز عن امتعاضه إزاء تجاهل البلدية لطالبات الأهالي في سرعة معالجة المستنقعات المائية الراكدة الناتجة عن مياه الأمطار، بعد أن تسببت في تفشي البعوض الناقل للأمراض، والتي أضحت هاجسا يؤرق مهاجع السكان. ويشير الباحث عبدالرحمن المقبل، أن بلدة العوشزية متنوعة التضاريس ما بين طينية زراعية خصبة، صحراوية، رعوية، وامتهن سكانها الزراعة؛ نظرا لاشتهارها بإنتاج القمح، الشعير، الأعلاف والتمور، ويضيف المقبل، كما يهتم السكان الرحل منهم بالرعي وتربية الماشية، في حين تميزت العوشزية ببحيرة الملح التي يستخرج منها الأهالي «الملح الأبيض» منذ عقود الذي أضحى علامة فارقة للبلدة، حتى أنشيء مصنع لاستخراج الملح وتسويقه. وأشار المقبل، تتشعب بحيرة العوشزية التي تتجمع بها مياه الأمطار عبر ثلاثة أودية رئيسية من أكبر البحيرات في الجزيرة العربية، حيث تبلغ مساحتها 50 كيلومترا مربعا، وهي مقصد سياحي للزوار والمتنزهين من مختلف مناطق القصيم والمناطق المجاورة، وذكر المقبل أن البحيرة ينتظرها مستقبل سياحي واعد، على الصعيد المحلي وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي. في حين سجلت البلدة سابقة من نوعها بإنتاج أسماك «البلطي» في المنطقة، بعد أن أنشئ مشروع من قبل أحد رجال الأعمال يهتم بتربية وإنتاج الأسماك، ومازال قائما ويحتضن العديد من بحيرات الإنتاج. وذكر المقبل أن العوشزية عرفت لدى الناس منذ القدم كمقر لجلب الملح، لوجود بحيرة «المقفازة» التي تجمع مياه الأمطار في الشتاء، كما أنشيء أول عمران في العوشزية على يد منصور الحماد المطرودي وأخيه، وتضم البلدة العديد من الآثار القديمة التي تحكي موروث الآباء والأجداد وطرقهم البدائية في توفير مصادر الحياة الأساسية، ومن أبرزها قصر العين وهو القصر الذي كان مقرا لأمير العوشزية آنذاك.