إن مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز رحمه الله خلال قيامه بتوحيد المملكة شارك معه أبناؤها من مختلف أرجائها، ونرى جميعا أحفادهم يحملون لواء هذه الدولة، ويكملون المسيرة، فكما أن تأسيس البلاد مهم، فإن من المهم أيضا أن يستمر البناء والرخاء والازدهار والعمل. إن الذي لا يعرف سر استقرار المملكة وسر اطمئنان سكانها وأهلها وازدهارهم في خضم هذه البراكين التي حولنا، لا يعرف أن المملكة العربية السعودية هي أساسا وحدة قلوب قبل أن تكون وحدة جغرافيا أو وحدة اقتصادية أو أي شكل آخر. إن أهم ثروات المملكة هو اعتزازها بدينها الإسلامي وكونها بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي وقبلة المسلمين، ثم هؤلاء المواطنين المخلصين الذين بنوا هذه البلاد تحت قيادة ملك أحبوه فبادلهم الحب بمثله، ثم الوحدة الوطنية التي قامت بعد طول شتات حتى توحدت الجزيرة العربية بهذا الشكل، بعد أن كانت في التاريخ عبارة عن شبه ممالك، كما أن المملكة بلد فيها اقتصاد كبير بفضل الله تعالى الذي وهب هذه البلاد خيرا كثيرا، سخرته قيادة هذه البلاد للبناء ورخاء المواطنين. إن المملكة تبوأت هذه المكانة الرفيعة بين الأمم والحضور الفاعل في المحافل الدولية ودورها المعروف في لم الشمل وما تمثله من ملجأ في الملمات، لم يكن دورا طارئا تم اختراعه، بل هو دور أصيل قيضنا الله سبحانه وتعالى له، فبات قدرا لبلادنا، فأبناء المملكة هم ورثة التاريخ العظيم والحضارات المتعاقبة التي تقف عليها المملكة بشموخ اليوم. إن ما يؤديه خادم الحرمين الشريفين من تحديث شامل لأنظمة الدولة مستصحبا في ذلك اعتزازه بخدمته للمواطنين، وهو ما عبر عنه بوضوح بأنه يعد نفسه خادما للمواطنين، في وقت ينعم فيه بأعلى ثقة من مواطنيه وحبهم لدولتهم وقيادتهم، وهي العبارة التي تحمل في معانيها اختصارا لثوابت هذه البلاد والعقد الذي يربط الحاكم بالمحكوم عبر تعاقب ملوك الدولة السعودية من أبناء الملك المؤسس، ونحن نقول في ثقافتنا العربية بأن «خادم القوم سيدهم». * رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار