أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على المعاني الكبيرة والسامية التي تحملها الذكرى السنوية لليوم الوطني في عامها الواحد والثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن هذه المناسبة الجليلة تذكرنا بالجهود التي بذلت من أجل قيام دولة موحدة تحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وحققت خلال فترة زمنية وجيزة الكثير من الإنجازات الحضارية والإنسانية حتى تبوأت مكانة دولية كبيرة. وأوضح الأمير سلطان أن الذي لا يعرف سر استقرار المملكة العربية السعودية وسرّ اطمئنان سكانها وأهلها وازدهارهم في خضم هذه البراكين التي حولنا، لا يعرف أن المملكة العربية السعودية هي أساسًا وحدة قلوب قبل أن تكون وحدة جغرافيا أو وحدة اقتصادية أو أي شكل آخر. وقال سموه: «إن أهم ثروات المملكة هو اعتزازها بدينها الإسلامي وكونها بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي وقبلة المسلمين، ثم هؤلاء المواطنون المخلصون الذين بنوا هذه البلاد تحت قيادة ملك أحبوه فبادلهم الحب بمثله، ثم الوحدة الوطنية التي قامت بعد طول شتات حتى توحّدت الجزيرة العربية بهذا الشكل، بعد أن كانت في التاريخ عبارة عن شبه ممالك، كما أن المملكة بلد فيها اقتصاد كبير بفضل الله تعالى الذي وهب هذه البلاد خيرًا كثيرًا، سخرته قيادة هذه البلاد للبناء، ورخاء المواطنين». وبين أن الدور الدولي الذي تقوم به المملكة اليوم بقيادة الملك عبدالله - يحفظه الله- حتى تبوأت هذه المكانة الرفيعة بين الأمم والحضور الفاعل في المحافل الدولية ودورها المعروف في لم الشمل وما تمثله من ملجأ في الملمات، لم يكن دورًا طارئًا تم اختراعه، بل هو دور أصيل قيضنا الله سبحانه وتعالى له، فبات قدرًا لبلادنا، فأبناء المملكة هم ورثة التاريخ العظيم والحضارات المتعاقبة التي تقف عليها المملكة بشموخ اليوم. و نوَّه الأمير سلطان بن سلمان بما يقوم به خادم الحرمين الشريفين من تحديث شامل لأنظمة الدولة مستصحبًا في ذلك اعتزازه - أيده الله - بخدمته للمواطنين، وهو ما عبر عنه بوضوح بأنه يعد نفسه «خادمًا للمواطنين» في وقت ينعم فيه بأعلى ثقة من مواطنيه وحبهم لدولتهم وقيادتهم، وهي العبارة التي تحمل في معانيها اختصارًا لثوابت هذه البلاد والعقد الذي يربط الحاكم بالمحكوم عبر تعاقب ملوك الدولة السعودية من أبناء الملك المؤسس، ونحن نقول في ثقافتنا العربية بأن خادم القوم سيدهم.