غادر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني صنعاء أمس، دون التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة في اليمن. وقال الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان ل «عكاظ»: «لم نكن نحن مقصودين بزيارة الزياني، ولقاءاتنا به لم تكن سياسية أو لحوار، ونجاح الجهود الدولية يعود للأطراف المعنيين بالزيارة»، لكن الزياني أكد خلال لقائه بنائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في صنعاء أن زيارته جاءت لاستطلاع الوضع السياسي والميداني في اليمن ومعرفة مدى الجاهزية للولوج في تفاصيل المبادرة الخليجية الأخوية. وقال الزياني: «إن الخصوم السياسيين ليسوا مستعدين بعد للتوصل إلى اتفاق، ومتى ما كانت الظروف مواتية فإن الجميع على استعداد لبذل الجهد المطلوب لإزالة التوتر وإحلال الأمن والاستقرار في ربوع اليمن الواحد وباتفاق جميع الأطراف حتى لا يكون هناك أي طرف يشعر بالهضم أو الظلم». وأعرب الزياني وفقا لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن أمنيات مجلس التعاون أن يخرج اليمن من المحنة التي تعصف به منذ نحو ثمانية أشهر. بدوره، شدد نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على أهمية التجاوب من جميع الأطراف بعد أن أصبح اليمن على مفترق الطرق، معتبرا أن الطريق الوحيد للخروج من الأزمة هو الحوار الوطني الصادق والنابع من الحرص الأكيد على أمن واستقرار وسلامة اليمن، مبينا بأنه أصدر توجيها صارما بوقف إطلاق النار ومتابعة تنفيذه. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الزياني ألتقى البارحة الأولى قائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبدالله صالح (نجل الرئيس اليمني) في إحدى السفارات الخليجية وخرج من الاجتماع قبل خروج صالح الذي يخوض مواجهات مع العناصر المناوئة للنظام. ميدانيا، قتل خمسة متظاهرون ضد السلطة في صنعاء أمس، إثر تجدد القصف المدفعي والصاروخي في صنعاء بين قوات موالية ومنشقة عن نظام صالح. وذكر مصدر أن الأجهزة الأمنية أغلقت العاصمة صنعاء البارحة، ومنعت الدخول أو الخروج منها، وسط اشتباكات عنيفة بين الحرس الجمهوري والفرقة أولى مدرع.