أنهى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، أمس، زيارة لصنعاء ايتمرت ثلاث أيام، في مهمة لتذليل العقبات أمام الوصول إلى اتفاق على آلية تنفيذية للمبادرة الخليجية بين الأطراف اليمنية. وجاءت مغادرة الزياني صنعاء أمس، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين قوات الحرس الجمهوري وقوات الفرقة الأولى مدرع، بالعاصمة اليمنية صنعاء، بعد مرور أقل من 12 ساعة على توجيهات نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بوقف إطلاق النار بين الطرفين وانسحاب قوات الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر من المواقع التي سيطرت عليها في المواجهات خلال الثلاث الأيام الماضية وتسليمها لقوات أمنية محايدة (المخابرات العامة). وقالت مصادر خاصة ل «المدينة» أن أحزاب تكتل اللقاء المشترك (المعارضة) تحفظت على بعض بنود الآلية المقترحة لتنفيذ المبادر الخليجية في نقل سلطات الرئيس علي عبدالله صالح إلى نائبه عبد ربه منصور هادي. وأضافت المصادر أن كلا من اللواء علي محسن الأحمر وحميد الأحمر، رفضا هذه الآلية، مما أجهض الاتفاق في اللحظات الأخيرة بعد أن كان الوسطاء من سفراء دول مجلس التعاون الخليجي والأوروبيين وأمريكا قد توصلوا إلى صيغة اتفاق شبهة نهائية ولم يتبق سوى بعض التفاصيل الصغيرة. وقال الزياني إن زيارته تأتي لاستطلاع الوضع السياسي الميداني في اليمن ومدى الجاهزية للولوج في تفاصيل المبادرة الخليجية. وخلال لقائه أمس بهادي، أوضح الزياني «انه متى ما كانت الظروف مواتية فإن الجميع على استعداد لبذل الجهد المطلوب لإزالة التوتر وإحلال الأمن والاستقرار في ربوع اليمن الواحد وباتفاق جميع الأطراف حتى لا يكون هناك أي طرف يشعر بالضيم أو الظلم». وعبر أمين عام مجلس التعاون عن أمنيات المجلس المخلصة لليمن بأن يخرج من هذه المحنة، وقال: «اليمن جزء لا يتجزأ من منطقة الجزيرة والخليج، له ما لنا وعليه ما علينا». من جانبه، أكد نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، انه وجه توجيهًا صارمًا بوقف إطلاق النار ومتابعة تنفيذه، غير أن المصادر قالت ل «المدينة»: أن قائد الفرقة الأولى مدرع، اللواء علي محسن الأحمر، المنشق على الجيش اليمني والمؤيد للاحتجاجات، استجاب لوقف المواجهات بناء على واسطة قبلية قادها الشيخ إسماعيل أبو حورية، النائب في البرلمان اليمني عن دائرة سنحان مسقط راس اللواء الأحمر والرئيس صالح، وليس استجابة لتوجيهات نائب الرئيس. وقال مصدر بمكتب قائد الفرقة أولى مدرع، أن قرار وقف إطلاق النار بين الطرفين جاء من نائب الرئيس على أن تحل قوات محايدة في «جولة كنتاكي»، واعتبر أن قرار وقف إطلاق النار ليس هدنة لأن قرار الحرب لم يُصدر بعد من قيادة الجيش الموالي للثورة. ودارت اشتباكات مسلحة، ظهر أمس الأربعاء، في المنطقة الجنوبية لشارع هائل بصنعاء، بين مسلحين من أنصار الحزب الحاكم وعناصر من الفرقة الأولى مدرع المؤيدة للاحتجاجات، ما ادى لمقتل خمسة قتلى وسقوط عشرات الجرحى. على صعيد آخر، قال مسؤولون يمنيون امس إن عشرة اشخاص يشتبه بانتمائهم للقاعدة قتلوا بينما افلت قائد بارز في التنظيم بعد أن نفذت طائرات امريكية من دون طيار عدة ضربات جوية على معاقلهم في جنوب اليمن. وقال مسؤول يمني إن «طائرات امريكية من دون طيار نفذت ضربتين جويتين على المحفد (في محافظة ابين الجنوبية) حيث تواجد مسلحون من القاعدة كان بينهم الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب سعيد الشهري». وقال المسؤول المطلع دون الكشف عن اسمه أن اربعة يشتبه في كونهم من المسلحين قتلوا بينما نجا الشهري من الهجوم. وقال مسؤول محلي آخر من بلدة شقرا- التي يسيطر عليها المتشددون منذ يونيو- أن ستة اخرين من «مسلحي القاعدة» قتلوا وجرح ثلاثة في غارتين جويتين منفصلتين على البلدة.