في رحلة الحياة ومحطاتها تلتقيك نماذج إنسانية مشرقة تبقى في طيات الذاكرة بما قدموه من وقفات رائعة وما أسدوه من صنائع طيبة، إنهم أولئك الذين تجدهم أمامك يوفرون لك النصح ويزيلون عن طريقك كل عائق ويمدون لك يد العون ويضبطون سعيهم مع خطواتك إلى أن يتأكدوا أنك قد أنجزت مبتغاك وقد نلت الرضا.. إن ما يؤصل مواقف تلك النماذج الطيبة من أبناء الوطن الغالي ويقويها ويمنحها ذلك البقاء الخاص الاستمرارية في ذاكرتنا ونفوسنا وحكاياتنا، إنها أفعال صادرة من قلوب تنبض بحب الناس وتقديرهم دون تمييز وتسعى لاحتواء الجميع دون تفرقة.. ويأخذ هذا المعنى أصالته وروعته إذا غمرك به أحد هؤلاء الرجال النبلاء من بيئة مجتمعك، حيث يحتاج المرء دائما لمن يدله ويساعده ويقف بجانبه. يحضرني وأنا أستعيد ملامح تلكم الصورة الناصعة مواقف ومساهمات عبدالخالق سعيد، فكثير من الناس الذين ألتقيت بهم كان واحدا شاكرا وواحدا مادحا متعجبا مذهولا من رجل مميز يتردد اسمه في كل مجلس فمن يعرفه يقول لك إن تلك المواقف والكلمات التي سمعتها عنه ليست غريبة مما يدخر هذا الإنسان الحضاري من صفات حميدة وفكر حضاري فهو لا يكتفي بأن يحقق لك ما تريد، بل يتابع بنفسه رغم ارتباطاته وانشغالاته الكثيرة حتى يكون العطاء كاملا خالصا لوجه الله العلي القدير مما جعل منه إنسان فريدا منفردا بسلوكه وعمله ومواقفه النبيلة. إنه رجل تألفه من أول وهلة يشعرك ببساطته وبذات الصلة من دفء المعرفة وعمق الصلة، ولأن كان هناك ما يميز الشيخ عبدالخالق سعيد ويمنحه معناه فليس هناك مثل حسن الخلق ورقي التعامل تجللهما تلك الابتسامة التي تكشف عن كريم الأصل ونقاء النفس صفاء المعدن وكأنما صافحتك نسمة في هجير الصحراء. عبدالله بن صالح آل سالم الرياض