تتشابه قرى جازان في انعدام المشاريع والخدمات الأساسية التي بإمكانها إحداث نقلة نوعية حضاريا وتنمويا في المنطقة، ولا يختلف الوضع كثيرا في قرى وتيشة جنوب محافظة صبيا، التي تشتهر بالزراعة وغياب العديد من المشاريع كالسفلتة، الإنارة، النظافة، وإيصال المياه وغيرها الكثير من المطالب التي ينشد الأهالي توافرها في وتيشة. أكد مدير عام الدفاع المدني في منطقة جازان العميد حسن بن علي القفيلي، اعتراض الدفاع المدني على تنفيذ مشروع سد وادي صبيا وسط مجرى الوادي، كونه يشكل خطرا على قرى وتيشة والمعترض والظبية المنخفضة عن مستواه، وبالتالي فإن المشروع سيحول المياه إلى هذه القرى وقد يقع ما لا تحمد عقباه، كما أننا لا نحبذ إحداث أي تعديلات أو مشاريع داخل بطون الأودية من شأنها تحريف مجرى الوادي. وأوضح رئيس بلدية صبيا المهندس أبو بكر أحمد مطهر أنه تم الانتهاء من تنفيذ مشروع لسفلتة بعض الشوارع الداخلية للقرية، وجار حاليا تسليم المقاول بعض أجزاء الحزام الشمالي للقرية وسيتم إدراج ما تبقى من الشوارع الداخلية ضمن الميزانيات المقبلة حسب الأولويات والاعتمادات المتاحة. وأضاف « بالنسبة لموضوع النظافة تم توجيه القسم المختص لمتابعة تحسين خدمات النظافة في القرية والعمل على إزالة وجمع النفايات المتكدسة. فيما يقول شيخ القرية علي محمد زكري «سئمنا من كثرة الشكاوى والمطالبات ومراجعة الدوائر الحكومية للمطالبة بتنفيذ المشاريع وتوفير الخدمات في القرية، فالشوارع رملية وسبق أن طالبنا عدة مرات بتنفيذ مشروع للسفلتة ولكن دون نتيجة، كما أن مستوى النظافة متدن داخل الأحياء السكنية لتكدس النفايات لعدة أيام أمام المنازل وعلى جانبي الطرقات وذلك لعدم وجود فرق نظافة تمر بالقرية بصفة دورية. ظلام وأنهار وأضاف يخيم الظلام الدامس على الشوارع لعدم تنفيذ مشروع للإنارة ما يجعل العديد من الأهالي يعمدون إلى إيقاف سياراتهم على الطريق العام بعيدا عن منازلهم خوفا عليها من التعرض للسرقة، مشيرا إلى أن شوارع القرية تتحول إلى أنهار جارية عند هطول الأمطار ما يمنع الطلاب من الوصول إلى مدارسهم والموظفين من الذهاب إلى أعمالهم. وأشار إلى ضرورة تنفيذ مشروع لحماية القرى الواقعة على ضفتي وادي صبيا من أخطار السيول، معتبرا مشروع العقم الترابي الخرساني الممتد وسط مجرى الوادي تعديا رسميا على بطون الأودية، مطالبابإيقاف تنفيذ المشروع حتى لا يلحق الضرر بالأرواح والممتلكات، مطالبا بلدية صبيا بتنفيذ مشاريع سفلتة وإنارة ورصف شوارع القرية، ودرء أخطار السيول لتخفيف المعاناة عن سكان القرية. وانتقد تأخر تنفيذ مشروع مدرسة البنات منذ أربعة أعوام، واصفا إياه باللعبة في أيدي المقاولين الذين استغلوا عدم وجود رقابة على المشروع ما عثر تنفيذه عدة أعوام، وقال «توجهت بشكوى رسمية إلى محافظ محافظة صبيا تتعلق بتحول المشروع لوكر للمجهولين ومأوى للمخالفين والمجرمين». سد صبيا واعتبر محمد حسن شراحي سد وادي صبيا من أهم مشاكل القرية، خاصة وأنه يفيض بمياه السيول على القرى الواقعة على ضفاف الوادي ما يشكل خطورة بالغة على قرى وتيشة، الظبية والمعترض وفقا لتقرير الدفاع المدني الذي أكد خطورة السد على أهالي هذه القرى. وأضاف أن مشروع السد وضع العديد من القرى في خطر الغرق في مياه السيول. وأشار محمد عباس إلى أن أمير منطقة جازان وجه بناء على تقرير الدفاع المدني بإعادة النظر في تنفيذ مشروع سد وادي صبيا وإيجاد الحلول اللازمة له لخطورته على الأرواح والممتلكات. وأضاف بالرغم من خطورة المشروع على القرية لا تزال بلدية محافظة صبيا تنفذه دون أدنى اعتبار لخطورته على الأهالي . إنارة الطرقات ويطالب منصور عباس الذروي بلدية محافظة صبيا بتنفيذ مشروع إنارة طرقات وشوارع القرية التي يخيم عليها الظلام الدامس، متسائلا عن الدور الغائب للمجلس البلدي خلال الأعوام الماضية. وقال «لم نلمس أي اهتمام من بلدية صبيا والمجلس البلدي لتنفيذ المشاريع في وتيشة ما جعلها تتخلف كثيرا على الصعيد التنموي، ما يحتم تنفيذ العديد من المشاريع التنموية والحضارية». وانتقد عدم تجاوب البلدية والمجلس البلدي لمطالب الأهالي المتعلقة بتوفير الخدمات الأساسية في القرية. وتخوف من تنفيذ مشروع سد وادي صبيا كونه سيعرضهم إلى خسارة في الأرواح والممتلكات. شح المياه واشتكى محمد شراحي من عدم توافر المياه المحلاة في القرية ما يجعل الأهالي في معاناة مستمرة لتأمين المياه عبر الصهاريج، ما كبدهم خسائر مالية فادحة منذ أعوام طويلة، مشيرا إلى أن فرع وزارة المياه في صبيا عجز عن حل مشكلة المياه في وتيشة ما جعلها تعاني من الجفاف وشح المياه، وعرض سكانها لاستغلال أصحاب الصهاريج الذين يغالون في الأسعار. ويقول محمد الذروي «شبكة المياه الموجودة في القرية أصبحت متهالكة الآن، وعفى عليها الزمن ولا بد من تجديدها وصيانتها لضخ المياه وإيصالها إلى الأهالي». نظافة متدنية حسن عباس يقول «تتكدس النفايات وتنتشر في معظم شوارع القرية التي باتت مرتعا للقوارض والحشرات الضارة، بسبب عدم وجود فرق للنظافة تزور القرية»، مطالبا البلدية بتخصيص فرق لإزالة النفايات ومخلفات البناء المتكدسة في القرية، منعا للتلوث البيئي وللحفاظ على الصحة العامة. وأضاف منصور الذروي ومحمد شراحي، تعاني القرية من غياب مشاريع للسفلتة والإنارة والنظافة، ويجب تنفيذ هذه المشاريع بأسرع وقت ممكن خاصة مع انتشار وتكدس النفايات في مختلف أنحاء وتيشة. مجمع تعليمي وطالب محمد الذروي وإبراهيم عباس بإنشاء مدارس للمرحلتين المتوسطة والثانوية للبنات والبنين، خاصة مع تبرع عدد من السكان بأرض ذات مساحة شاسعة لإنشاء مجمع تعليمي عليها وبالرغم من ذلك لا يزال الطالبات والطلاب في انتظار الموافقة على تنفيذ المجمع. وأضافا «الحاجة ملحة لإنشاء المجمع التعليمي لا سيما مع انعدام وسائل النقل المناسبة ما يجعل أولياء الأمور يقطعون مسافات طويلة لإيصال أبنائهم وبناتهم إلى المدارس حرصا منهم على إكمال تعليمهم». نفايات منتشرة على جانبي إحدى الطرقات في وتيشة.