من يدخل مكتب وكيل إمارة منطقة الحدود الشمالية صالح بن عبدالكريم المحيميد يفاجأ بالكم الهائل من الأوراق والمعاملات، ولكن من يتقدم بمعاملة لإمارة المنطقة لا تلبث أن تنتهي بسرعة دون تأخير أو تعطيل أو مماطلة، فأثناء جلوسك في مكتب الوكيل يمكنك مشاهدة المراسلين من الأقسام كافة الذين يضطلعون بإحضار أو استلام المعاملات التي تصب في النهاية في مكتب أمير المنطقة صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد، هذا الكم الهائل من المعاملات تجعل المرء يتساءل: كيف يوفق المحيميد في التوفيق بين العمل والأسرة والعلاقات الاجتماعية الأخرى حتى شؤونه الخاصة؟. تناغم منظم تناغم الحياة بالنسبة لوكيل الإمارة منظم جدا، بل يسير على ساعة بيولوجية لا يمكن لها أن تخطئ أبدا. «عكاظ» أمضت يوما كاملا مع وكيل إمارة منطقة الحدود الشمالية، خارج العمل وبعيدا عن الرسميات، حيث يبدأ وكيل إمارة الشمالية يومه في الصباح الباكر أحيانا، باستقبال طلبات المواطنين والمعاملات التي يجب أن توقع من أمير المنطقة، وتفحصها وتحديد الأولوية، وعند تمام الحادية عشرة صباحا من كل يوم يدخل إلى مكتب أمير المنطقة والبدء في عرض معاملات المواطنين على الأمير والحصول على التوقيع والتوجيهات حيالها. عقبها يعود المحيميد إلى مكتبه مواصلا فرز المعاملات التي لا تعد ولا تحصى حتى الثالثة وأحيانا يضطر للمكوث إلى ما بعد صلاة العصر، والشيء الذي ربما لا يعرفه الكثيرون، أن وكيل إمارة الشمالية يعمل في المساء وفي الفائض من وقته كل يوم من أجل إنجاز المعاملات حتى لا تتأخر، وهو الشيء الذي لمسته «عكاظ» ووقفت عليه أكثر، فيوم عمل صالح بن عبدالكريم المحيميد يبدأ مع أذان صلاة الفجر ثم العودة إلى المنزل وقراءة الكتب في مكتبته الكبيرة جدا التي تحوى أمهات الكتب، وما لا يعرفه البعض عن وكيل إمارة الشمالية أنه مثقف من الدرجة الأولى ويهوى القراءة والاطلاع عقبها يبدأ يومه العملي في الإمارة. المجلس المفتوح يحرص المحيميد على فتح مجلس منزله في حي الجوهرة يوميا من بعد صلاة المغرب حتى صلاة العشاء لأهالي المنطقة والضيوف من خارجها، وفي شهر رمضان يبدأ في استقبال الضيوف من بعد صلاة التراويح حتى الساعة الثانية عشرة مساء، ففي هذا المجلس يمكن أن تلتقي بالمسؤول والمواطن، وغالبا ما يدور خلال الجلسة مناقشة عدد من الموضوعات والقضايا يشترك في إبداء الرأي فيها من يرغب، ويتنوع الحضور ما بين يوم وآخر، وكثيرا ما تجد مسؤولي المنطقة من عسكريين ومدنيين يقضون أوقاتا خارج العمل في مجلس وكيل الإمارة. 40 مليونا أثناء وجود «عكاظ» في مجلس وكيل إمارة الشمالية، يطلب رجل مسن الإذن بالدخول، حيث رحب به الرجل مكانه في المجلس، يرفض الرجل الجلوس رغم إلحاح المحيميد عليه، ووقف أمام الحضور قائلا لوكيل الإمارة «داخل على الله ثم عليك أن توصلني بأمير الحدود الشمالية»، وأضاف: «أنا رجل من اليمن ومطلوب ديون مستحقة تجاوزت 40 مليون ريال يمني» فما كان من المحيميد إلا أن امتص بكل هدوء حالة الانزعاج عند الضيف مرحبا به، ومؤكدا أنه سيقابل غدا صباح أمير الحدود الشمالية وأنه سيسعى إلى مساعدته في محنته. هنا ارتسمت على الضيف اليمني حالة من الارتياح شاهدها الجميع، حيث قدم شكره لوكيل الإمارة على هذا الاستقبال وهذا الترحيب، ودعا له ولأمير المنطقة في الشهر الكريم. هذه الحالة ليست الأولى كما يذكر المحيميد، فهناك حالات تأتي أحيانا في أوقات مختلفة بعضها غير مناسب من أجل معاملة أو طلب لدى الإمارة، ولكنه يؤكد أنني يعلم الله لا أجزع من هذا، بل إنني أرحب به ومستعد لتقديم الخدمات لكل مراجع، لأننا متواجدون من أجل المواطن والمقيم على حد سواء، وهو الشيء الذي يحثنا عليه والدنا الأمير عبدالله بن مساعد الذي يفتح قلبه وباب مكتبه ومنزله العامر في كل وقت لكل من يرغب الحضور. زيارات ميدانية يحاول وكيل إمارة الشمالية اقتناص أوقات معينه للوقوف على بعض المشاريع المنفذة في عرعر، كان آخرها جولة على عدد من المساجد مطلع شهر رمضان الحالي، رافقه خلالها مدير عام فرع الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ عواد بن سبتي العنزي وأمين عام مجلس المنطقة عبدالعزيز بن فهد الزمام، زار خلالها عددا من المساجد خاصة تلك التي تحتاج إلى ترميم أو تلك التي تحت الإنشاء، فضلا عن تواجده في عدد من المناسبات التي تنظم من قبل الإدارات الحكومية والجهات الرسمية. بين القصيموعرعر رغم الأعباء الكبيرة التي تقع على كاهله، إلا أن وكيل إمارة الشمالية يعطي كما يقول لأسرته الوقت المطلوب خصوصا في الفترة المسائية، فأكبر أولاده عبدالمجيد (طالب بكالوريوس في الحاسب الآلي في جامعة الإمام) يرافقه شقيقه الأصغر عبد الكريم في نفس التخصص والجامعة، في الوقت الذي لحق بهم شقيقهم الثالث عبدالوهاب هذا العام بعد أن انتهى من المرحلة الثانوية بنجاح، أما بقية الأبناء فيدرسون في عرعر ويتردد وكيل الإمارة على القصيم، حيث يعيش والده عبدالكريم المحيميد من أعيان مدينة بريدة، وكذلك أشقاؤه، وهنا يؤكد صالح المحيميد، أن جل وقته الذي لا يقضيه في العمل هو ملك لأولاده، موضحا أنه لا يمارس سوى رياضة المشي وأنه يعشق الزراعة بشكل كبير بدليل ما هو موجود في منزله من نخيل ومزروعات.