دعا مسؤول الداخلية في المجلس الوطني الانتقالي الجمعة الثوار الليبيين الذين اتوا من مدن مختلفة الى طرابلس، الى مغادرة العاصمة التي باتت "مدينة محررة" وذلك بعد ساعات قليلة من تهديد معمر القذافي بشن "حرب عصابات" ضد الثوار. وقال احمد ضراط لوكالة فرانس برس ان "طرابلس تحررت لذا يتعين على الجميع مغادرة المدينة والعودة الى مدنهم". واضاف ان "الخطر زال ومغادرة الثوار الآخرين امر طبيعي". مؤكدا ان "ثوار طرابلس قادرون على حماية مدينتهم". وكانت مجموعة من الثوار اعلنت مساء الخميس الماضي في العاصمة عن تشكيل "مجلس ثوار طرابلس" داعية الثوار من المناطق الاخرى الى مغادرة المدينة. وجاءت هذه الدعوات بعدما دعا القذافي المتواري عن الانظار مساء الخميس في رسالة صوتية عبر قناة "الراي" التي تبث من سوريا الليبيين الى المقاومة المسلحة للقضاء على "العدو وطرد الاستعمار"، في اشارة الى حلف شمال الاطلسي. وقال القذافي الذي بدا في خطابه اكثر هدوءا من المعتاد "ايها الليبيون رجالا ونساء استعدوا لمقاومة الاستعمار كما فعل اجدادكم، استعدوا لحرب طويلة فرضت عليكم لا يستطيع استعمار ان يخوضها على المدى الطويل، مقاومتكم ستصعد يوما بعد يوما". وتابع "استعدوا لحرب المدن وحرب العصابات والغوريلا، استعدوا لنشر المقاومة الشعبية في طول ليبيا وعرضها. الهدف القضاء على العدو اينما كان". واتهم البلدان المشاركة في العمليات العسكرية للحلف الاطلسي في ليبيا بأنها تسعى "لوضع اليد على اموال الشعب الليبي لتجويعه واخضاعه وامتلاك المياه والنفط والكهرباء والمواصلات". وأضاف ان "الاستعمار" يريد ان "تصبح ليبيا مستعمرة تماما وخاضعة تماما" وان "يجند الليبيين لمحاربة بعضهم بالقوة" كما "يريد اعادة ليبيا الى ما كانت عليه قبل ثورة الفاتح". الا انه قال "نفضل الموت على هذا". وهذا التسجيل هو الثاني للقذافي خلال ساعات قليلة بعد تسجيل سابق الخميس قال فيه "اذا ارادوا معركة طويلة فلتكن معركة طويلة. اذا اشتعلت ليبيا من يستطيع ان يحكمها؟ فلتشتعل". وصدر هذان التسجيلان في ذكرى "ثورة الفاتح من سبتمبر" التي اوصلت القذافي الى الحكم في الاول من سبتمبر 1969. وفي مقابل هذه التهديدات، اكد قادة للثوار لفرانس برس انهم مستعدون لمواجهة اي هجمات قد يشنها موالون للقذافي. واعتبر ضراط ان "خطابات القذافي لا تؤثر على الثورة التي نجحت". وأعلن عن خطط امنية تشمل عناصر الشرطة والاجهزة الامنية الاخرى ستطبق بدءا من صباح اليوم السبت في طرابلس التي سبق ان سرت فيها اشاعات عن تحضيرات لنشر سيارات مفخخة تستهدف الثوار. وقال ضراط ان "نسبة كبيرة من الشرطة والامن ستلتحق بأعمالها اليوم وذلك في اطار خطط امنية تهدف الى حماية المدينة والاهداف الحيوية فيها". وتابع ان "افراد الشرطة لم تقاتل وجميعهم ثوار، وليس لدينا مشكلة معهم لانهم كانوا في اجهزة امنية تخدم الدولة وليس النظام". لكن ضراط اشار الى ان "هناك بعض الافراد الذين تلطخت اياديهم بالدماء والفساد وقد جرى تحييدهم حتى اتخاذ الاجراءات اللازمة بحقهم"، مشيرا الى ان عدد هؤلاء "الضباط لا يتجاوز ال 30". ويأتي الاعلان عن الخطط الامنية قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددها المجلس الانتقالي لقوات القذافي في سرت (360 كلم شرق طرابلس) للاستسلام، وسط انباء متضاربة عن تمديد المهلة التي تنتهي السبت لاسبوع اضافي "حقنا لدماء الليبيين"، بحسب ضراط. وعلى الصعيد السياسي، اكد جمعة القماطي ممثل المجلس الانتقالي الليبي في بريطانيا الجمعه انه سيتم انتخاب مجلس تأسيسي في ليبيا في غضون نحو ثمانية اشهر وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون 20 شهرا. وقال القماطي مفصلا الجدول الزمني الانتخابي للمجلس الانتقالي لاذاعة بي بي سي "وضعنا خارطة طريق بفترة انتقالية من 20 شهرا". وأضاف ان "المجلس الانتقالي سيدير ليبيا لمدة ثمانية اشهر قبل ان يتولى مجلس منتخب من الشعب" السلطة لصياغة دستور و"في غضون عام (من ذلك) سيتم تنظيم انتخابات". وتابع "بالتالي امامنا ثمانية اشهر وعام قبل الانتخابات النهائية التشريعية والرئاسية. ومع قليل من التوفيق سينتخب الشعب الليبي في غضون نحو 20 شهرا القادة الذين يرغب بهم". واعتبر القماطي ان "العملية الانتقالية بدأت" رغم استمرار المعارك بين الثوار والقوات الموالية لمعمر القذافي. أكد جمعة القماطي ممثل المجلس الانتقالي الليبي في بريطانيا الجمعه أنه سيتم انتخاب مجلس تأسيسي في ليبيا في غضون نحو ثمانية أشهر وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون 20 شهرا وأوضح "طالما ان طرابلس مستقرة وآمنة، وهو واقعها الان، وكذلك شأن معظم المدن، فبامكان الليبيين بدء العملية الانتقالية". وقال ان القذافي "يختبئ وهو معزول" مضيفا ان "توقيفه مسألة وقت والا فسيقتل اذا قاوم". وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي اعلن من بنغازي (شرق) في 17 اغسطس "وثيقة دستورية" تنص على تسليم السلطة الى مجلس منتخب خلال مهلة لا تتجاوز ثمانية اشهر وتبني دستور جديد. ووضعت الاممالمتحدة والقوى الكبرى مساء الخميس في باريس خارطة طريق للسلطات الجديدة في طرابلس، واعلنت الافراج فورا عن 15 مليار دولار لصالحها. وقد جمعت باريس بعد ظهر الخميس ممثلي حوالي ستين بلدا لمدة ساعتين في الذكرى الثانية والاربعين بالتمام لتولي العقيد معمر القذافي الحكم في ليبيا وبعد ستة اشهر على قمة باريس في 19 مارس التي اطلقت العملية العسكرية على النظام الليبي. وفي مؤتمر صحافي في ختام المؤتمر الدولي حول مستقبل ليبيا، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والامين العام للحلف الاطلسي اندرز فوغ راسموسن ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مواصلة غارات حلف شمال الاطلسي طالما بقي معمر القذافي يمثل تهديدا لشعبه. وقال ساركوزي في ختام المؤتمر "سيتم الافراج عن نحو 15 مليار دولار على الفور". وأضاف "الاموال التي اختلسها القذافي واعوانه ينبغي ان تعود الى الليبيين. لقد التزمنا جميعنا بإنهاء تجميد اموال ليبيا الامس لتمويل التنمية في ليبيا اليوم". وتم حتى الان الافراج عن ثلاث دفعات كل منها من 1,5 مليار دولار من الحسابات الاميركية والبريطانية والفرنسية من اصل قيمة اجمالية من 50 مليار دولار.