أحيا آلاف الليبيين في العاصمة طرابلس «جمعة الخلاص»، أمس، حيث أدوا الصلاة في ساحة الشهداء، في وقت دعا فيه مسؤول الداخلية بالمجلس الوطني الانتقالي الثوار الذين أتوا من مدن مختلفة إلى مغادرة العاصمة بعدما باتت «مدينة محررة». وأضاف «طرابلس تحررت، لذا يتعين على الجميع مغادرة المدينة والعودة إلى مدنهم». وأوضح أن «الخطر زال ومغادرة الثوار الآخرين أمر طبيعي». وأكد أن ثوار طرابلس قادرون على حماية مدينتهم. وكانت مجموعة من الثوار أعلنت، أمس الأول، في العاصمة عن تشكيل «مجلس ثوار طرابلس» داعية الثوار من المناطق الأخرى إلى مغادرة العاصمة. وجاءت هذه الدعوات بعد أن دعا معمر القذافي المتواري عن الأنظار، في رسالة صوتية عبر قناة «الرأي» التي تبث من سورية الليبيين إلى المقاومة المسلحة للقضاء على «العدو وطرد الاستعمار»، في إشارة إلى حلف شمال الأطلسي. والتسجيل كان الثاني للقذافي خلال ساعات بعد تسجيل سابق قال فيه «إذا أرادوا معركة طويلة، فلتكن معركة طويلة. إذا اشتعلت ليبيا من يستطيع أن يحكمها؟، فلتشتعل». وصدر هذان التسجيلان في ذكرى «ثورة الفاتح من سبتمبر» التي أوصلت القذافي إلى الحكم. وفي مقابل هذه التهديدات، أكد قادة للثوار أنهم مستعدون لمواجهة أي هجمات قد يشنها موالون للقذافي. وأعلن مسؤول بالمجلس أن المدارس ستفتح أبوابها منتصف سبتمبر الجاري في جميع أنحاء البلاد رغم الأضرار التي خلفتها أحداث الشهور الستة الأخيرة لإنهاء حكم القذافي. وأكد مسؤول ملف التعليم بالمجلس سليمان السهلي أنهم انتهوا من حذف كل ما يتعلق بالقذافي من المناهج الدراسية. وذكر أن الكثير من المواد كانت مفروضة إجباريا على الطلاب وكانت تستخدم لتكريس القذافي. ولم يوضح ما إذا كانت المدارس في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الموالين للقذافي ستفتح أبوابها. وأضاف أن المدارس سيكون بمقدورها تدريس المزيد من اللغات الغربية بما في ذلك الإنجليزية والفرنسية للطلاب بعد أن كانت مقيدة أو ممنوعة إبان حكم القذافي. سياسيا، أكد ممثل المجلس الانتقالي الليبي في بريطانيا جمعة القماطي أنه سيتم انتخاب مجلس تأسيسي بليبيا في غضون ثمانية أشهر وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون 20 شهرا. وكان المجلس أعلن من بنغازي «وثيقة دستورية» تنص على تسليم السلطة إلى مجلس منتخب خلال مهلة لا تتجاوز ثمانية أشهر وتبني دستور جديد. ووضعت الأممالمتحدة والقوى الكبرى في باريس، أمس الأول، خارطة طريق للسلطات الجديدة في طرابلس، وأعلنت الإفراج فورا عن 15 مليار دولار لصالحها. وقد جمعت باريس ممثلي نحو 60 بلدا لمدة ساعتين في الذكرى ال42 بالتمام لتولي العقيد معمر القذافي الحكم في ليبيا، وبعد ستة أشهر على قمة باريس التي أطلقت العملية العسكرية على النظام الليبي. وفي مؤتمر صحافي في ختام المؤتمر الدولي حول مستقبل ليبيا، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والأمين العام للحلف الأطلسي أندرز فوج راسموسن ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مواصلة غارات حلف شمال الأطلسي طالما بقي معمر القذافي يمثل تهديدا لشعبه. وأعلن وزير الخارجية الفنلندي إركي توميويا أنه من المرجح أن يرسل الاتحاد الأوروبي بعثة لتدريب الشرطة في ليبيا تحت قيادة الأممالمتحدة التي يرجح ألا تكون ذات طابع عسكري؛ لأن الليبيين رفضوا وجود مراقبين عسكريين أو أي مهمة لحفظ السلام في بلادهم. ودعت روسيا مسؤولي المجلس الانتقالي لزيارة موسكو. وصرح المبعوث الروسي إلى إفريقيا ميخائيل مارجيلوف، الذي التقى أعضاء المجلس خلال «مؤتمر أصدقاء ليبيا» الأخير أنه التقى رئيس المجلس مصطفى عبدالجليل حيث وجه له الدعوة لزيارة روسيا لإجراء محادثات بشأن مستقبل العلاقات السياسية والاقتصادية بين طرابلسوموسكو. غير أن مارجيلوف لم يوضح ما إذا كان عبدالجليل قد قبل الدعوة أم لا .