تحدث المثقفون والمفكرون والأدباء والصحافيون عن مآثر الصحافي والكاتب والناشر محمد صلاح الدين الدندراوي، الذي توفي ليلة 29 رمضان. وأكدوا أن الدندراوي يعد واحدا من أبزر رواد الصحافة السعودية، وواحدا من الذين نقلوها من البساطة إلى الحداثة، مشيرين إلى أنه أستاذ الأجيال الصحافية، ومن تعلم على يديه جيل من أبزر الصحافيين في المملكة. وأوضحوا أنه من صحافي وكاتب ساهم في إثراء الصحافة السعودية بمساهمات فكرية ستظل درسا للأجيال، ومبينين أنه فقده خسارة للساحة الأدبية والثقافية والإعلامية في المملكة، حيث كان معلما في كتاباته وآرائه وتعامله مع الآخرين. وقدموا العزاء لأسرة الراحل، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته. صانع النشر المتخصص اجتهد الراحل الصحافي والأديب الكبير محمد صلاح الدين كثيرا في هذه الحياة وأعطى للمهنة الصحافية كل قدراته ونبوغه المهني، فأصبح صاحب باع طويل ومتمرس في التحليلات الثقافية والأدبية والفكرية،عززتها جولاته في الصحف والدوريات في صحيفة الندوة، عكاظ، والمدينة وإصدار المطبوعات الخاصة، فهو رائد في صناعة النشر المتخصص، وضع الأسس الأولى للصحافة السعودية، تميز أسلوبه الصحافي بالسلاسة والاقتراب من رجل الشارع العادي، في عرضه لمواضيع سياسية واجتماعية مهمة، إن رحيله خسارة كبيرة للإعلام والصحافة السعودية، فبرحيله فقدت الساحة الثقافية مبدعا كان يمثل حالة فريدة في الفكر والثقافة، أنجز الكثير جدا، ليس على مستوى شهرته وانتشاره فقط، بل على المستويين الإعلامي والفكري أيضا. د. جبريل بن حسن العريشي عضو مجلس الشورى عاش محبا لوطنه ومجتمعه لقد فقدت الساحة الإعلامية برحيل محمد صلاح الدين علما من الأعلام، عاش طيلة حياته مكافحا يترجم همه عبر زاويته «الفلك يدور»، وإصداراته التي أراد لها أن تصل إلى كل شرائح المجتمع، لقد عاش محبا لوطنه ومجتمعه وبذل وقته يناضل بفكره، فنعم الرجل محمد صلاح الدين. لقد رحل محمد ومصابنا فيه جلل، فهو قامة كبيرة فقد الوطن برحيله عالما بارزا في صناعة الإعلام والنشر، ومحبا وعاشقا للكتب وصاحب فكر عرف عالميا بأطروحاته النيرة وفكره المتزن وإصداراته التي جندها لنشر الإسلام والتعريف به مثل «نشرة العالم الإسلامي»، و«المال الإسلامي»، إضافة إلى أنه يملك ويدير وكالة الصحافة الإسلامية في لندن. د. عباس طاشكندي صاحب فكر صادق محمد صلاح الدين مدرسة إعلامية اخذ على عاتقه هموم الأمة الإسلامية حيث كان دائما صاحب فكر إسلامي متميز يسعى دوما إلى كل ما من شأنه خدمة أمته ووطنه، كما أنه اخذ على عاتقه صناعة الإعلام والنشر فكان من رواد النشر في المملكة ومن الأقلام التي تعبر بصدق وبحرية عما يشغلها عبر زاويته «الفلك يدور» التي كنا نتابعها بشغف واهتمام. لقد رحل محمد صلاح الدين في ليلة فضيلة في وقت الأمة الإسلامية أحوج ما تكون لأمثاله، لقد خسرته الساحة الإعلامية وخسرناه نحن كمفكرين وأدباء ومثقفين في المملكة والعالم الإسلامي، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه د. أبو بكر باقادر وكيل وزارة الثقافة والإعلام سابقاً أحمد محمود: حياة الراحل ثرية بالتجارب أبرز الإعلامي المخضرم أحمد محمد محمود مآثر معلمه وصديقه منذ ما يزيد عن 50 عاما الراحل محمد صلاح الدين، موضحا أن حياته ثرية بالتجارب والتحديات والعصامية، ومؤكدا أنه كان يبني المواهب الواعدة، وينمي في جيل الصحافة الجديد الثقة في النفس، ويشجعهم على شق طريق مهنة المتاعب، يقوم ما أعوج من أسلوب ويرمم ما تهتك من عبارة، ويصلح ما غمض من فكرة. وأشار محمود إلى أن محمد صلاح الدين عندما تتعامل معه فإنك تتعامل مع إنسان كبير، لا غموض عنده، كما أنه كبير القلب وعالي الهمة وصادق الكلمة، كان يكتب بأياد متعددة في كتابة رشيقة، ووضوح في الفكرة، وكان يحرر صفحة الأدب والنقد، ويترجم التقارير الصحافية باللغة الإنجليزية، مبينا أنه تعلم الصحافة على يديه ودرس حروف أبجدية الصحافة. شامة في جسد الصحافة كلما تفكر الإنسان في قصته مع الموت، وصراعه من أجل الحياة، يجد أن المعادلة في صالح الموت فهو المنتصر دائما والمهيمن أخيرا، ذلك أنه قدرنا ومصيرنا الحتمي، ولا نملك إلا أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولاقوة إلا بالله. فاجعة ثقافية اهتز لها المجتمع الثقافي وذلك برحيل الدندراوي محمد صلاح الدين الأديب والصحافي والكاتب والناشر رحمه الله بعد معاناته مع المرض والمشافي والأطباء منذ أكثر من بضعة أشهر. اليوم تحتضنه رحمة الله ومرضاته مع رب رحيم اختار قبض روحه في العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، فقد كان الفقيد شامة في جسد الصحافة السعودية والعربية وملمحا بارزا في أفقنا الثقافي ونبتة طيبة في فضائنا الإعلامي، التقيته أكثر من مرة في مكتبه بجوار مجلة الحج والعمرة واستفدت من فكره السياسي وطروحاته في قضايا الأمة الإسلامية التي ينطلق فيها من مفاهيم الاعتدال والوسطية ولعل خير مايثبت ذلك زاويته الشهيرة (الفلك يدور). د. يوسف العارف عضو النادي الأدبي في جدة رقيق بعيد عن العنف فقدنا زميلا ذا خلق جم وأستاذا تتلمذنا على يديه فترة من الزمن مع بقية أساتذتنا الذين عاصرناهم وهم على قمة العطاء الإعلامي أمثال عثمان حافظ وغيره. محمد صلاح الدين زميل منحتنا وزارة الحج الفرصة لنكون معا في لجنة تحكيم الأعمال الصحافية لجائزة وزارة الحج للأعمال المتميزة في الحج، بعد أن كانت الأحاديث بيننا تعود إلى الماضي كنا نلتقي عند مطبعة الأصفهاني عندما كان هو في صحيفة المدينة وأنا في البلاد. يحيى باجنيد رئيس تحرير مجلة الحج جمع بين الإعلام والفكر في لحظة الموت نتذكر القيم العليا، فإنجازات محمد صلاح الدين الإعلامية والثقافية واضحة للجميع، ولكن الذي يلفتني هنا، هو الجمع بين الإعلامي والفكري، فهو رحمه الله إلى جانب مشاركاته المعروفة في تأسيس الصحافة السعودية ومهنيته في ذلك، فقد كان صاحب رأي وموقف يتجلى ذلك في كتاباته، إضافة إلى ما يعلمه القريبون منه من دعمه للجيل الحديث ومتابعته له. د. عبدالله الوشمي رئيس نادي الرياض الأدبي لامس هم المجتمع محمد صلاح الدين كاتب مثابر رقيق في جملته أديب في تعامله يجمع الناس حوله لما يطرح من أفكار تبني ولا تهدم، ومن أطروحات تلامس هم المجتمع أولا، وتطلع الأمة ثانيا، مؤثر في كتاباته ومدرسة في إدارته، كون له محبون إدارة وكلمة وأدبا. لقد لاقت زاويته «الفلك يدور» وكتاباته المتعددة وأطروحاته وإصداراته قبولا من الجميع لأن همه واضح وفكره وطرحه باين وجلي أن يتابع لقد رحل بعد مشوار طويل مع معشوقته الصحافة، رحم الله محمد وأسكنه فسيح جنانه، وألهم أسرته وأصدقاءه وكل من عرفه الصبر والسلوان، لقد رحل في ليلة عظيمة ودفن في بلد عظيم بجوار الكعبة المشرفة. د. عبدالمحسن القحطاني رئيس نادي جدة الأدبي قامة ثقافية وصحافية محمد صلاح الدين قامة ثقافية وصحافية وسياسية كبيرة، معلم لجيل صحافي مبدع، وواحد من الأدباء السعوديين الذين أثروا الأدب والثقافة كثيرا، وكما أن له الريادة في الصحافة السعودية بنقلها من البساطة إلى الحديثة، فإن له الريادة أيضا في صناعة النشر المتخصص، حيث أصدر من خلال وكالة مكة للإعلان ووكالة الصحافة الإسلامية عدة مجلات باللغتين العربية والإنجليزية في العديد من التخصصات الدينية والاقتصادية والسياسية والصحية، إضافة إلى إنشائه الدار السعودية للنشر والتوزيع، حتى أصبح من أبزر الناشرين السعوديين على الإطلاق. أما زاويته اليومية «الفلك يدور» فكان لها من القراء الكثير، حيث يحلل ويدرس ويناقش القضايا السياسية والأحداث الإسلامية والعالمية بأسلوب سلس يفهمه كل القراء بمختلف طبقاته الثقافية والفكرية. م. عبد العزيز بن عبد الله حنفي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم