الأديب والقاص محمد علي قدس قال: يشاء الله ونحن نودع شهر رمضان والأيام العشرة الأخيرة الفضيلة نودع رجلا فاضلا وقلما شريفا ورمزا من رمز الصحافة السعودية ورائدا من رواد مسيرتها المشرقة.. الأستاذ الفاضل الأديب والإعلامي الكبير محمد صلاح الدين هو بلا شك أستاذ جيل من الصحفيين والإعلاميين وصديق صدوق لعمالقة الإعلام السعودي ورواده الذين سبقوه لرحاب الله، فهو من رؤساء التحرير الأوائل، ولاشك أن تاريخ جريدة «المدينة» كما يرتبط برابط وثيق بمؤسسيها الأخوين الكبيرين علي وعثمان حافظ رحمهما الله، ترتبط أيضًا قلبا وروحا بمحمد صلاح الدين ويسجل في تاريخها أنه القلم الصادق الذي كانت له بصمته المتميزة في مسيرتها الإعلامية، وتصدر قلمه ورأيه صفحاتها، ودار في فلك الأحداث بكلماته ومقالاته التي كان لا يبحث فيها سوى عن الحق والحقيقة. ويضيف قدس: تعلمت منه رحمه الله الشئ الكثير وأنا لم تكن لي تجربة في العمل معه وإن كنت من الذين شرفوا بالكتابة في زمن رئاسته لتحرير ملحقها الأدبي في زمن تلميذه الأديب الراحل سباعي عثمان وفي «الأربعاء» مع نخبة من الصحفيين الذين بلا شك كانت له بصمته أيضًا في توجيههم كالأساتذة محمد صادق دياب وعلي حسون، وكنت على علاقة قوية مع أبي عمرو رحمه الله وكان يستكتبني في مجلاته المتخصصة التي تشرف على إصدارها دار نشره العريقة (شركة مكة) بدءا بمجلة السعودية «أهلا وسهلا» وانتهاءا بمجلة «الحج»، كما أنه رحمه الله كان ضمن الهيئة الاستشارية في مجلة «الطيران المدني» التي ترأست تحريرها منذ تأسيسها لعشر سنوات، وكنت استأنس بآرائه وألجأ لرجاحة أفكاره وصدق توجيهاته، وأما عن محمد صلاح الدين الإنسان فهو النقي التقي الوفي، وهو من الرجال القلائل الذين تتطابق أقوالهم مع أفعالهم، يلتزم الوسطية كما يجب أن يكون عليها المؤمن الصادق في إيمانه.. حقًا لقد خسرت الصحافة السعودية برحيله رحمه الله فارسًا من فرسانها وقلمًا نزيها وكانت زاويته (الفلك يدور) رمزًا للفكرة الصحفية الواعية والقلم الصحفي النزيه القوي الحجة وذو النظرة الثاقبة التي تقرأ الأحداث وتتناول القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية بكل وعي وشفافية.. رحمه الله.