لا زال سكان قرية الأدخال في بني مالك في منطقة جازان، يعيشون في عزلة تامة، حيث مضى على تلف الطريق الرئيس المؤدي إلى القرية قرابة العام بسبب ارتفاع مستوى جريان الأودية، مقابل ضعف ومحدودية عبارات التصريف، دون أن تتحرك الجهات المعنية او الشركة المنفذة لمعالجة الخلل، وإعادة إصلاح وفتح الطريق. «عكاظ» وقفت على معاناة السكان عن كثب، حيث أشار المواطن أحمد فرح العليلي أن القرية بشكل عام منسية من الخدمات الأساسية، مضيفا: الطريق المؤدي إلى القرية مقطوع تماما، ولا نستطيع التحرك من منازلنا لتوفير ونقل احتياجاتنا، بل إن البعض من الموظفين خارج القرية لا يستطيعون الذهاب إلى أعمالهم، مشيرا إلى أن سكان القرية ينقلون حاجاتهم ومستلزماتهم على ظهورهم، لمدة تصل لأكثر من ساعتين حتى يصل أحدهم إلى منزله، ناهيك عن عدم قدرة بعض الطلاب على الذهاب إلى مدارسهم أيام الدراسة. ويعزو المواطن بسام العليلي أسباب هذه العزلة إلى التلاعب بين المواصلات والشركة المنفذة للخط، مضيفا سبق وأن تقدمنا بمعروض وشكوى إلى إمارة منطقة جازان، وأحيلت إلى النقل ورفعت صورة لمحافظ بني مالك في 26/6/1431ه، ولم نجد إلى الآن حلا لهذه المشكلة، وكلما ذهبنا لإدارة الطرق نجد الإجابة أن الشركة هي المسؤولة، وكلما ذهبنا إلى الشركة يتنصلون من أن يكون المشروع تابعا لهم، فأصبحنا في حيرة بين إدارة الطرق في المنطقة والشركة المنفذة للخط، وقد انقضى العام ولم تحل المشكلة. محمد القيسي من سكان القرية يقول تعطلت مصالحنا بسبب انقطاع القرية عن باقي القرى والمحافظات المجاورة، ما أدى إلى خروج بعض السكان من القرية، مشيرا إلى أنه وعددا من الأهالي رفعوا شكوى للجهات المنفذة تحدد حجم الاضرار التي لحقت بهم، ولكن دون جدوى أو تحرك لمعالجة الأمر. أما المواطن محمد العليلي، فأشار إلى أن سكان القرية يجدون صعوبة بالغة في التواصل مع محيطهم، وقد تسبب انقطاع الخط في معاناة كبيرة لهم، بل دفع الكثيرين منهم للرحيل إلى محافظة الداير والمحافظات المجاورة، مضيفا «سبق أن تقدمنا بعدة طلبات لإدارة الطرق في جازان، إلا أننا لم نجد منهم آذانا صاغية، ما كلفنا الكثير من الخسائر، وبات يهدد القرية بهجرة جماعية بسبب انقطاع الخط الرئيس للقرية». ومن جانبه ناشد الشيخ حسن جمعان شيخ جبل آل علي بطلان المسؤولين بسرعة التدخل في فتح الطريق المؤدي إلى القرية، موضحا أن المشكلة تكمن في التلاعب الواضح من الشركة المنفذة، حيث الطريق المؤدي إلى القرية يمر بوادي، وعندما نفذت الشركة الخط، وضعت عبارات صغيرة دونما مراعاة لأرواح المواطنين، حيث جرفت السيول العبارات وكامل المشروع، فأصبحنا في عزلة تامة عن العالم، مناشدا المسؤولين بسرعة التدخل لحل هذه المشكلة التي تفاقمت خلال شهر رمضان. إلى ذلك أكد محافظ الريث سلطان بن جعفر بن عبود أنه رفع أكثر من خطاب للجهات المعنية، وسيتم معاقبة المقصرين. وكان مشرف المشاريع في القطاع الجبلي في إدارة الطرق في منطقة جازن المهندس حازم المنتشري، وعد «عكاظ» عند نقل شكوى المواطنين معالجة الوضع ولكن مضى أكثر من أسبوع دون أن يحرك ساكنا.