ارتبط مشروب «السوبيا» ارتباطا وثيقا بشهر رمضان، حتى بات المشروب المفضل على المائدة الرمضانية، وأصبحت له شهرة واسعة في غالبية مناطق المملكة، خصوصا المناطق الغربية منها. ومنذ زمن بعيد حرص البعض في عروس البحر الأحمر (جدة) على إعداد وتصنيع «السوبيا» حتى باتوا من الرواد في ذلك المجال، ليس على نطاق جدة وحسب، بل تجاوزوا ذلك حتى باتوا يعرفون على نطاق أوسع، وبات القادمون من خارج جدة يتسابقون إلى محالهم التي قد لا تتجاوز مساحتها أحيانا أمتارا ضيقة، متخذة طابعا شعبيا متواضعا. والسوبيا بحسب الثقافة التي ارتبطت بأذهان زبائنها مصدر لإمداد الجسم بالطاقة والحيوية التي يطلبها، بالنظر إلى المكونات التي تتكون منها السوبيا والتي تكون غنية بقيم غذائية مرتفعة. حاليا، لم تعد مسألة بيع مشروب السوبيا حكرا على أولئك المعروفين من صناعها، بل اقتحم الشبان هذا المجال في رمضان، إذ يندر أن تمر في شارع ولاتجد فيه أعدادا منهم يقفون على قارعته يعرضون مابحوزتهم من هذا المشروب، ابتداء من بعد صلاة العصر وحتى آذان المغرب. يقول أحمد ناصر ( 22 عاما)، يبيع السوبيا في جانب من شارع الأربعين في جدة «منذ ثلاثة أعوام وأنا أعمل في بيع مشروب السوبيا بجميع أصنافها، فأنا أشتري أكياس السوبيا بالجملة بسعر 3 ريالات للسوبيا الحمراء ونبيعها بخمسة ريالات، وأيضا السوبيا البيضاء والتمر هندي ونبيعها بخمسة ريالات أيضا، أما الزبيب فيختلف سعره عن الباقي فجملته 6 ريالات ونبيع الكيس الواحد بعشرة ريالات»، ويؤكد: نحن لانصنع هذه المشروبات لأنها صعبة في طريقة صنعها، وتحتاج لأيدٍ ماهرة متخصصة ذوات خبرة عالية في هذا المجال، ولذلك فنحن نشتريها جاهزة من محلات معتمدة ومعروفة ولها باع طويل في مجال صناعة السوبيا مع الأخذ بأسباب الجودة والسمعة الطيبة لكي نضمن عودة الزبون إلينا مرة أخرى، فيما يوافقه الرأي عبدالرحمن العمودي الذي أكد أن مكاسبه من بيع مشروب السوبيا جيدة جدا في رمضان. ربح وفير مهند خالد الحربي، ومصطفى حسن 18 و 19 عاما، بائعان للسوبيا وسط جدة قالا إنهما يعتبران شهر رمضان فرصة لتحقيق ربح مادي يتمكنان من خلاله من توفير احتياجات العيد من ملابس ونزهة ومستلزمات وهدايا وأشياء أخرى يحتاجونها. ويتحدث مهند: «ليس لي باع طويل في هذا المجال، لكنني وجدتها فرصة جيدة من حيث اجتماع الإجازة الصيفية مع رمضان وهو ماجعلني أفكر عميقا في العمل الحر، وبالفعل اتخذت القرار العام الماضي ودخلت عالم العمل الذي بدأته ببيع السوبيا مع قليل من الدعم من أصدقائي وأسرتي»، مؤكدا أنه وجد التشجيع ولم يواجه معارضة من أحد. «وهاأنذا أعمل منذ العام الماضي وأجني مبلغا يتجاوز ال 150ريالا في اليوم ويصل في بعض الأيام إلى 200 ريال، وإذا جمعناه خلال الشهر فإنني أخرج بمبلغ لا بأس به شهريا»، ثم وجه حديثه للشباب بقوله: «أنصحهم جميعا بالعمل الحر لأن فيه البركة الكثيرة». من جهته، يؤكد الشاب مصطفى حسن، على أنه ليس بمقدور المتطفلين على صناعة السوبيا إجادتها «لأنها صناعة تمر بمراحل عديدة تبدأ في الأصل باختيار أجود أنواع الشعير، ومن ثم طبخه جيدا وتبريده بعد أن ينقى من الشوائب، ليضاف إليه بعد ذلك كميات من حبات الهيل والبهارات»، قائلا: «وبصرف النظر عن اللون الذي يستهوي الزبون والمنحصر عادة مابين الأبيض والأحمر إلا أنه واحد من حيث التركيب والمادة».. التمر هندي مشاري صالح الزهراني قال أيضا إنه من الشبان الذين يعشقون مشروب السوبيا في رمضان «لكن مايستهويني أكثر هو مشروب التمر هندي لأنه الأفضل في نظري»، ويوضح: «ولكن الشباب بصفة عامة يعشقون مشروب السوبيا بشكل كبير لما تحويه من فوائد تعطي الجسم طاقة كبيرة، فالسوبيا تصنع من الشعير، والمعروف أن الشعير له فوائد كثيرة خصوصا إذا قلت فيه نسبة السكر والصبغات المصنعة، ولذلك تجد الإقبال كبيرا على هذا المشروب وفي رمضان بالذات».