توالت ردود الفعل الدولية المرحبة بالموقف السعودي المطالب بوقف نزيف الدم في سورية والبدء في إصلاحات دستورية. وذكرت الإدارة الأمريكية أنها سعدت بخطوات الإدانة العربية لسورية واصفة إياها بأنها علامة أخرى على شعور المجتمع الدولي ب «الاشمئزاز» من أفعال نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر في إفادته الصحافية اليومية: لقد تشجعنا كثيرا وسعدنا من البيانات القوية التي رأيناها مطلع الأسبوع من الجامعة العربية بالإضافة إلى مجلس التعاون الخليجي. وأضاف أن الولاياتالمتحدة تعتقد أنها بدأت ترى الضغط الدولي يتزايد على سورية التي سبق أن أفلتت من الانتقاد العربي إلى حد بعيد. واستطرد: هذه هي إشارات أخرى على أن المجتمع الدولي يشعر بخيبة أمل جراء «الأفعال الوحشية» للحكومة السورية وأنه يقف بجانب الشعب السوري. وتابع أن الولاياتالمتحدة أوضحت للدول العربية أهمية زيادة الضغط على سورية لكنه قال إنه ليس من الإنصاف القول إن واشنطن دفعتهم أو أقنعتهم بذلك. وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، بالوقف الفوري لأعمال العنف في سورية، معربا عن قلقه العميق إزاء استمرارها. وشدد العربي على ضرورة قيام السلطات السورية بإنهاء الأزمة القائمة سلميا، والبدء بإجراء مصالحة بين أبناء الشعب السوري. كما أدان الأزهر الأحداث الجارية في سورية وما تشهده من «سفك دماء الشهداء، وتهديد المصائر وتشتيت الأسر الآمنة». وقال الأزهر في بيان أصدره البارحة «إن الشعب الأعزل يطلق عليه الرصاص ويعامل بالحديد والنار دون جدوى وعلى مدى شهور عدة أهدرت فيها أرواح وانتهكت حرمات وأعراض». وأضاف أن الأزهر «الذي صبر طويلا وتجنب الحديث عن الحالة السورية؛ نظرا لحساسيتها في الحراك العربي الراهن، يشعر بأن من حق الشعب السوري عليه أن يعلن وبكل وضوح أن الأمر قد جاوز الحد وأنه لابد من وضع حد لهذه المأساة العربية الإسلامية». ومن جهتها جددت إيطاليا إدانة «إصرار» النظام السوري على مواصلة قمع الاحتجاجات الشعبية. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) عن بيان لوزارة الخارجية مساء أمس الاثنين، تجديدها «الإدانة الحازمة لإصرار النظام السوري على الاستمرار في القمع على الرغم من نداءات المجتمع الدولي، بما فيه دول المنطقة». وأشارت إلى أن القمع يسفر عن «خسائر بشرية لا يمكن قبولها». ورأت الوزارة أن «أي إعلان عن مبادرة إصلاح أو انتخابات مستقبلية ستفتقر إلى التماسك والمصداقية من دون وقف فوري لأعمال العنف من جانب السلطات، إضافة إلى إطلاق حوار سلمي مع المعارضة والمجتمع المدني». وكان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني بادر الثلاثاء الماضي إلى استدعاء سفير إيطاليا لدى دمشق لغرض «التشاور»، احتجاجاً على «القمع الرهيب ضد السكان المدنيين» في سورية. وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيطالية ماوريتسيو ماساري في وقت لاحق إنه ينبغي «السعي لإقناع الدول العربية وروسيا والصين الشعبية على اتخاذ مواقف صارمة» إزاء السلطات السورية، واصفاً ضغوط المجتمع الدولي ضد نظام الرئيس بشار الأسد ب «غير الكافية». ونوه المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز بما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي وجهها للأشقاء في سورية وموقف المملكة تجاه ما يحصل في سورية، إضافة إلى تصريحات العديد من الجهات في العالم العربي لاسيما الجامعة العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.