أعلنت الخارجية الإيطالية امس السبت أن وزير الخارجية جوليو تيرسي دي سانتاغاتا ينوي الشهر المقبل القيام بجولة تشمل تونس ومصر وليبيا وربما لبنان نهاية الشهر لزيارة مقر قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل". ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية "آكي" عن الناطق باسم الخارجية الإيطالية ماوريتسيو ماساري أن تيرسي "أراد التركيز على الطابع المتوسطي لسياستنا الخارجية، في ضوء التحولات التي أحدثها الربيع العربي وعلى الدور الريادي الذي تؤديه وترغب في القيام به في هذه المنطقة" جنوبي المتوسط. ولفت إلى أن وزير الخارجية أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره التونسي الجديد رفيق عبد السلام لتهنئته على توليه المنصب ولإبلاغه النية بزيارة تونس خلال الأسابيع المقبلة، وقال "نحن نتطلع إلى تونس بوصفها شريكاً رئيسياً في سياستنا المتوسطية ونحيي المسار الديمقراطي الذي انتهجته والذي يمهد الطريق لتعميق أكبر للعلاقات الثنائية" بين البلدين. وحول الزيارة المزمعة للقاهرة، لفت الناطق بإسم الخارجية الإيطالية إلى أن "مصر تعتبر شريكاً استراتيجياً لإيطاليا، ولدينا علاقات صداقة عميقة مع الشعب المصري، كما أننا نتطلع بثقة إلى المرحلة الانتقالية هناك، في حين أننا لم نخف القلق إزاء أعمال العنف خلال الأسابيع الأخيرة" التي شهدتها مصر. ووجه ماساري في هذا السياق "الدعوة لكل الأطراف لممارسة ضبط النفس"، معرباً عن "الأمل باستئناف كامل وطبيعي للعملية السياسية" في البلاد. وبشأن زيارة وزير الخارجية الايطالي إلى ليبيا برفقة رئيس الوزراء ماريو مونتي، قال ماساري "إن الوزير تيرسي يتابع شخصياً وبشكل يومي" تجهيز الملف الليبي بشأن التعاون الثنائي والذي يشمل "مجالات مختلفة، بدءً من الإقتصاد والأمن إلى الجهود المشتركة للتصدي للهجرة غير الشرعية" عبر ليبيا صوب السواحل الإيطالية. كما أشار ماساري إلى أن بلاده تعمل على أن تستضيف مدينة نابولي خلال الأشهر الأولى من العام المقبل أول لقاء لمجموعة "خمسة زائد خمسة على مستوى وزراء الخارجية بعد مرور الذكرى الأولى للربيع العربي. وتضم مجموعة خمسة زائد خمسة موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، وإيطاليا ومالطا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال، وتعمل تحت غطاء الإتحاد الأوروبي وتهتم بمسائل الشراكة الاقتصادية والتنمية والأمن في المنطقة وتنظيم الهجرة وقمع الهجرة غير الشرعية. وقال في هذا الصدد "نحن عازمون على إعداد التفاصيل لإحياء روح إيجابية من التعاون الإقليمي وتعزيز التقارب بين ضفتي المتوسط".