لدى الموظفين حالة مع شهر رمضان بين حالتين، ففي حين يعتبر بعض الموظفين شهر رمضان شهر خير و عطاء، و شهر جد و عمل، فينشطون للعمل، و تخف نفوسهم في خدمة المراجعين، و يستحضرون جميع المعاني العظيمة للشهر الكريم، و يطبقونها، ويرون في تطبيقها تتويجا للصيام، و عملا من الأعمال الصالحة التي يحتسبون أجرها عن الله عز وجل.. إلا أن أكثر الموظفين من جهة أخرى ، يعتبرون شهر رمضان نازلة من النوازل التي هجمت عليهم وقلبت مسار حياتهم، فيتذمرون من الدوام الرسمي في نهار رمضان، ونجد المطالبات تنشط، فالبعض ينادي بأن يكون الدوام ليلا من بعد صلاة التروايح إلى ساعات الفجر الأولى، حيث يذكر قدامى الموظفين أنها طبقت قبل عدة عقود، و البعض ينادي بتقليص ساعات الدوام، بينما يطالب آخرون بأن يكون الدوام من بعد صلاة الفجر مباشرة ..إلخ و حتى المراجعون لهم في ذلك رؤى و اقتراحات، لما يلاقونه من الموظفين من تذمر وتضايق ، فكثيرا ما يذكر الموظف المراجع بأنه صائم !!، و تتكرر مشاهد الموظفين المتمددين الملتحفين لأشمغتهم هنا وهناك و يغطون في نوم عميق، مما يلفت النظر ويجعل الأمر جديرا بإعادة النظر في أمر بداية الدوام و دراسة أن يكون من السابعة والنصف صباحا وحتى الثانية عشرة بدلا من أن يكون من العاشرة و حتى الثالثة عصرا، إذ لا مردود إيجابيا من تأخيره، كما أن في تأخيره و نحن في فصل الصيف استهلاك أكثر للطاقة الكهربائية و زيادة لأحمالها في وقت الذروة، و فيه تشجيع على السهر، و تضييع لصلاة العصر، و خصوصا في المناطق التي يتأخر فيها دخول وقت العصر إلى الرابعة عصرا، فيعود الموظف إلى منزله منهكا، و يرتمي في فراشه و ربما ضيع الصلاة حتى يدخل وقت المغرب. و إذا أخذنا المحاكم كجزء من الدوائر الحكومية ذات الوفرة من الموظفين و المراجعين في آن، فإن شهر رمضان فيها ما يستدعي تخصيص مقال مستقل له، فيكون المقال القادم بإذن الله عن المحاكم و رمضان. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة