تصاب الادارات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص بشلل كامل خلال شهر رمضان المبارك فلا ترى فيها وجهًا مبتسمًا بل معظم موظفيها في حالة شبه هستيريا.. المواطن والمقيم يعانيان خلال المراجعات، فمنهم من يحاول أن ينهي معاملاته قبل رمضان ومنهم من يؤجل جميع المراجعات الى مابعد رمضان. « المدينة» التقت ببعض المختصين في هذا الجانب فقال الأستاذ فواز بن محمد الدخيل المدرب الدولي بالتنمية البشرية: لماذا ينام الضمير خلال شهر رمضان الذي يجب العطاء فيه أكثر من أي شهر لكسب الأجر مع أجر العمل ونجد من البعض من يتكاسل عن العطاء في هذا الشهر وذلك لأنه أعطى نفسه أمورا سلبية لا تتعلق بهذا الشهر، شهر النشاط والعطاء والحيوية والهمّة العالية وبذلك ينخفض مؤشر الإنتاجية والعمل كثيرا في هذا الشهر، وبذلك يدفع المواطن أو المراجع ثمن هذا التأخير والسبب والدافع بحجتهم بأنهم صائمون وذلك من باب رمي كسل وإهمال الشخص إلى الغير فلا يجد هذا الشخص الكسول رمي إهماله إلا على رمضان ويعتذر به مع انه لا يعلم أن الإنسان في رمضان يكون أنشط بسبب أن المعدة خاوية .. بهذا قالت الدراسات التي أجريت مؤخرا في جامعة بيك الأمريكية إن هرمون الجوع يزيد عدد الموصلات العصبية في منطقة الدماغ التي تشكل فيها ذاكرة الأحداث الجديدة، وهذا الهرمون تزداد نسبته بشكل كبير في مجرى الدم عندما تكون المعدة خاوية وبالتالي يزداد الذكاء ويزداد النشاط لان الدم موزع على سائر الجسد وكل عضو فيه يأخذ نصيبه من الدم ومن باب آخر أيضا الطلاب الذي يعتذرون بأنهم لا يستطيعون الدراسة في رمضان بحكم أنهم جائعون فالدراسة تقول: إن الجوع يساعد على استرجاع المعلومات ويعزز الذاكرة ، فالجسم ينشط إذا كانت البطن غير مليئة بالطعام. فذكر الدخيل قائلا: بعد هذه الدراسة بماذا سوف يرد المتكاسلون المتقاعسون وعلى من يعلّقون إهمالهم بالعمل؟ وهنالك ما هو دليل على إن الإنسان يعمل أكثر في رمضان فهذا الشهر كغيره من الأشهر وفيه تمت أعظم الغزوات والفتوحات الإسلامية ولم يكن شهر عطلة كما يفعلون الآن، فعند البحث عن هذا المتكاسل نجده لربما لم ينم سوى ساعات بسيطة أو يسهر ليلا وينام في النهار فهذا من الخطأ الواقع مع الناس وبالأخص في الإجازات تكثر ظاهرة السهر إلى الصباح والنوم إلى ما قبل العشاء وقد أكد العلماء أن هناك خلايا في عقل الإنسان أو في جسم الإنسان كله لا تنام إلا ليلاً، والنبي عليه الصلاة والسلام كان هديه أن يقسّم اليوم والليل إلىٰ ثلاثة أقسام فكانت ثماني ساعات يقضيها في النوم صلى الله عليه وسلم، والبقية كانت للمسائل الأخرى فالإنسان عندما ينام الآن خمس ساعات أو ست ساعات في الليل، ثم يستيقظ قبل الفجر ولو بنصف ساعة يجد النشاط يدب في جسمه، فالسهر حتى وقت متأخر والأكل حتى التخمة يجعلان الإنسان غير قادر على الحركة في اليوم التالي. * أما المستشار الإداري الدكتورعمر حسن قهوجي فيقول: في رمضان نجد الكثير من المراجعين وأصحاب المعاملات يريدون إنجاز أعمالهم في القطاعات الخاصة و العامة ولكن لا يجدون في المكاتب من ينجزها وإن وجدوا موظفا فهو في حالة هستيرية (خط المقدمة – موظف الشباك) منفعل ولا يريد حتى أن يضع توقيعه أو مراجعة المعاملة وإن حضر موظف غاب آخر وهكذا!!. وما إن يطل علينا شهر رمضان حتى يبدأ الموظفون بالكسل والخمول والحجج وهذه الظاهرة السيئة تؤثر سلباً على الأداء الإداري والفني وأن هذا الخمول والتهرب من العمل يؤدي إلى خفض الطاقة والإنتاجية وتعطيل المعاملات التي تحتاج إلى إنجاز، فهل فكر الموظف في ذلك وهل تناسوا الأمانة والقيم الدينية التي تحث على العمل وهل غاب الضمير الأمر الذي يجعل المكاتب والإدارات مصابة بشلل تام، كما أن هناك مسؤولين يغلقون مكاتبهم في وجوه أصحاب المعاملات أو الشكاوى وتجد السكرتارية دائما لديهم كلمة (لديه اجتماع، خرج في مهمة رسمية). فمثل هذه السلوكيات مرفوضة من الموظفين وعلى تلك القطاعات التي يوجد فيها مثل هذا النوع من الموظفين الذين هم مصابون بالهستيريا والانفعالات لا يوجد حلول سوى أن تعطيهم إجازة في رمضان أو تتخذ ضدهم إجراءات حازمة مع ضرورة استخدام مبدأ الثواب والعقاب من أجل تسيير المعاملات ورفع مستوى الأداء الإداري والفني والمالي في جميع القطاعات. ومن الاقتراحات في هذا الجانب تحويل وقت الدوام من الواحدة ظهرا و حتى الخامسة فيتخلل هذا الوقت وقت صلاة العصر وهو زمن نصف ساعة ويبقى معدل أربع ساعات ونصف للإنجاز ويكون الموظف قد أخذ قسطا كافيا من النوم بعد صلاة الفجر. الفوزان: لا تبرأ ذمة الموظف إلاّ بالأداء وفي ذلك قال فضيلة الشيخ صالح بن صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء: على الموظفين عموما القيام بعملهم في رمضان وغيره لأن الأعمال الوظيفية أمانة في أعناقهم يتقاضون عنها مرتبات من الدولة فلا تبرأ ذمتهم إلا بأداء الأعمال على الوجه المطلوب، ولا يحلّ لهم مرتباتهم إلا بذلك ، ولا يشتغل الموظف بتلاوة القرآن التي تمنعه من القيام بالعمل على الوجه المطلوب ولا يذهب إلى الصلاة إلا بمقدار ما يتمكن من أدائها مع الجماعة ثم يرجع إلى عمله.