• في زمن الفن الجاد، زمن الاقتصار على إمكانات الموهبة والفكر وبدائيات التقنية، وتواضع الأجهزة والتجهيرات. • قدم رواده وعمالقته كيفا وكما من الأعمال الفنية الرائعة والهادفة والممتعة، ظلت تفرض تفردها بالأصالة والإبهار، وتبقي على أسماء مبدعيها ساطعة في سماء الريادة، ومهما تعاقبت عقود السنين على رحيلهم تأبى روائعهم نسيانهم أو تناسيهم بما تواصله من رهان وثيق يبقي لهذه الأسماء حضورها المقرون بمكانتها وقيمتها، وأحقية هؤلاء الرموز بما ذكر ويذكر عنهم في كل توثيق عن الرواد والمبدعين، هذا الرهان تفي به روائعهم من خلال ما تختزنه من فن بديع وأخاذ أترعت به من معين الرقي والإبداع الأصيل وحين صاغ رموز هذه الروائع بأصالة إبداعهم، كان المنتج مترعا بأصالة رواده، وكما تفانوا وأخلصوا وجودوا منتجهم الإبداعي، حافظ هذا المنتج على مقوماته الراسخة وظل يحقق الاستحسان والإعجاب بتعاقب السنين والأجيال، وفي الوقت نفسه حفظ ويحافظ على أسماء من صاغوا تجلياته وروعته. • وحتى زمننا هذا وتقنياته المتطورة وبثه الفضائي ظلت الأعمال الفنية «غير الملونة» تفرض تميزها وتحديها وإبهارها في ذائقة المتلقي برغم أنها لا تمتلك من الألوان غير الأبيض والأسود. إلا أنها امتلكت ما استعصى على ما تلاها في زمن فن الألوان والأصبغة وكل ما هو شكلي واستهلاكي و «مهزوز» ومهتز، إنه فن ملأ الفضاء بالفاضي، والساحة بالابتذال والإسفاف. • هل دققت في المسارح التي غنت فيها «أم كلثوم»، هل تأملت في الكراسي الخشبية العتيقة التي تجلس عليها كوكب الشرق ويجلس عليها كل أعضاء فرقتها من رواد الموسيقى (بدليل أن أكثر من عازف أصبح بعد أم كلثوم قائدا لفرقة تخصه) هل كانت تغني أم كلثوم قصائدها العريقة من «ورقة» تتهجاها بين كلمة وأخرى حتى الفرقة تحفظ النوتة غيبا، هل شاهدتها تطلب من جماهيرها التصفيق، أم أنها تتعب من فيض تصفيقهم والسكوت أرحم .. والله من وراء القصد. تأمل: يخرج اللون من إلى.. غير لون ولا مشم. فاكس 6923348 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة