أعلنت الجمعية الفلكية في جدة أن ما تناقلته وكالات الأنباء العربية منذ عدة أيام عن ملاحظة سكان مدينة غزة في فلسطينالمحتلة هو ظاهرة فلكية طبيعية جدا مشاهدة في كافة الدولة العربية طوال العام وليست حدثا فلكيا استثنائيا خاصا بغزة. وبين رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة أن ما ذكر من ملاحظة بعض سكان قطاع غزة انحراف الشمس في ساعة شروقها باتجاه الأفق الشرقي الشمالي وليس كالعادة من النقطة الوسط في الاتجاه الشرقي. هو أمر صحيح وعادي جدا في هذا التوقيت من العام وليس كما يعتقد بأن الشمس يجب أن تشرق من نقطة الشرق تماما على الدوام. وقال أبوزاهرة «إن موقع شروق الشمس ليست ثابتا من نقطة الشرق تماما بل هو متغير من فصل إلى آخر نتيجة ميل محور الأرض ودوران الأرض حول الشمس ويمكن ملاحظة ذلك خلال فصول السنة. فالفصول الأربعة هي نتيجة ميل محور الأرض على مستوى مدارها حول الشمس البالغ 23.5 درجة وتأثير هذا الميل يمكن ملاحظته من خلال تغير طول اليوم وارتفاع الشمس في السماء عند الظهيرة». وأضاف أبو زاهرة أن الشمس تبدو ظاهريا للرصد أنها في الربيع تشرق تماما من نقطة الشرق بسمت 90 درجة ولكنها بعد ذلك تتحرك الشمس «ظاهريا» باتجاه الشمال إلى أن تصل أقصى نقطة لها ويحدث الانقلاب الصيفي وبعد ذلك تبدأ في الحركة إلى الخلف مرة أخرى إلى أن تصل الاعتدال الخريفي وتشرق تماما من نقطة الشرق وتستمر حركتها إلى الجنوب إلى أن تصل أبعد نقطة ويحدث الانقلاب الشتوي، وسبب ذلك كله هو ميل محور الأرض ودوران الأرض حول الشمس. وتوضيحا لذلك، أكد رئيس الجمعية أن الكرة الأرضية أثناء دورانها حول الشمس تصل إلى الاعتدال الربيعي في 21 مارس حيث تعبر الشمس «ظاهريا» خط الاستواء السماوي قادمة من نصف جنوب السماء متجهة إلى النصف الشمالي من السماء. ويكون كل من الليل والنهار تقريبا بطول 12 ساعة. وتشرق الشمس تماما من نقطة الشرق وتغرب تماما في نقطة الغرب في يوم الاعتدال. ومع استمرار دوران الأرض حول الشمس تصل في يوم 21 يونيو إلى الانقلاب الصيفي حيث تكون الشمس في أعلى نقطة لها في السماء في توقيت الظهر. وتشرق الشمس في أقصى شمال من نقطة الشرق، وتغرب في أقصى جنوب نقطة الأفق الغربي. وهذا ما يمكن ملاحظته حاليا.