شهدت جدة البارحة أسوأ حريق في تاريخها الحديث، بعد أن اشتعلت النيران في أكبر مجمع تجاري يحتوي على مكاتب تجارية ل23 شركة متنوعة المجالات تعود ملكيتها لمجموعة العيسائي التجارية (أحد أكبر المجموعات في المملكة) وأصيب على إثره 11 شخصا. وتدخلت أكثر من 12 فرقة إنقاذ وإطفاء وطائرتان تتبعان للدفاع المدني في محاولة لإخماد النيران التي طالت المبنى المكون من تسعة طوابق. وحتى ساعة إعداد هذا الخبر ما زالت قوات الدفاع المدني تساندها الدوريات الأمنية، المرور، الهلال الأحمر، طوارئ شركة الكهرباء، وجهات حكومية أخرى يعملون على بذل الجهود كافة لعمل ما يمكن أن يساهم في إخماد الحريق الهائل الذي طال جميع أدوار المبنى دون استثناء. وأوضح مدير الدفاع المدني بجدة العميد عبدالله الجداوي أن غرفة العمليات للدفاع المدني تلقت في الساعة 7.34 من مساء البارحة، بلاغا عن وقوع الحريق، وباشرت 12 فرقة بكامل تجهيزاتها الحادث من رافعات وإسعاف وإطفاء، وكذلك سيارات الرافعات الكبيرة والطيران العمودي. وبين الجداوي أن الحريق اندلع في مبنيين متلاصقين يحتوي كل منهما على ثمانية أدوار من الهياكل المعدنية، مشيرا إلى أن فرق الدفاع المدني تمكنت -بفضل الله- من إنقاذ 11 حالة احتجاز في الأدوار العلوية بالإضافة لحالتي اختناق تم علاجهما في الموقع. وأفاد مدير الدفاع المدني في جدة أن سرعة الرياح وعدم وجود وسائل السلامة في المبنيين ساهما في انتشار الحريق الذي أتى على كامل الأدوار بالمبنيين، مشيدا بالجهود التي بذلت من قبل شركة المياه الوطنية والشؤون الصحية والدوريات الأمنية والمرور وهيئة الهلال الأحمر السعودي في دعم جهود فرق الدفاع المدني التي باشرت الحادث. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني في جدة الرائد عبدالله العمري أن المبنى المكون من سبعة طوابق انهار بالكامل جراء الحريق، مبينا أن عشر فرق إطفاء مدعمة بالطيران العمودي باشرت عمليات إخماد النيران. وقال الرائد عبد الله العمري إن فرق الإنقاذ نجحت في إنقاذ ستة محتجزين، بينهم مصابان تم نقلهما إلى المستشفى، مشيرا إلى أن أعمال الإطفاء ما زالت مستمرة حتى ساعة إعداد هذا التقرير، والتحقيقات بدأت لمعرفة ملابسات اندلاع الحريق. بدوره، قال عبدالحكيم السعدي نائب رئيس مجموعة العيسائي «إن المبنى الذي يتكون من تسعة طوابق يضم في جنباته نحو 23 شركة تتبع لمجموعة العيسائي، مقدرا الخسائر المادية بأكثر من نصف مليار ريال». وأشار إلى أن الحريق الذي يعتقد أنه بسبب تماس كهربائي، أتلف جميع المستندات والخزائن الخاصة بالمجموعة المشتملة على جوازات العاملين وشهادات الميلاد وغيرها من الوثائق والصكوك المهمة. وبين أن المبنى يضم نحو 1500 موظف يعملون في الشركات المختلفة للمجموعة ولن يتمكنوا من مزاولة عملهم إلا بعد إيجاد موقع بديل وسيتم منحهم إجازة حتى يتم إعادة ترتيب الأوراق.