أرجع مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله جداوي سبب انهيار المبنى التجاري المشتعل وسط جدة أمس إلى طبيعة الهيكل المعدني وعدم توافر نظام تغليف الأعمدة والدعامات المقاومة للحريق، موضحا أن المبنى المنهار يتجاوز عمره 20 عاما وتم تشييده وفق أنظمة ولوائح البناء المعمول بها في المملكة وكافة دول العالم، لكن افتقاره لوسائل السلامة أدى إلى الانهيار. واستدرك جداوي أن فرق الإطفاء ركزت على حماية المباني المجاورة بعدما بلغت سرعة الرياح أثناء اندلاع النيران 35 كيلو مترا في الساعة. وأضاف مدير الدفاع المدني أن مخاطر كبيرة واجهت عناصر الإنقاذ والإطفاء أثناء اقتحامهم للمبنى المشتعل، ومع ذلك نجحوا في إجلاء 12 محتجزا بسلام، مشيرا إلى أن هناك حرائق مشابهة اشتعلت في بعض الدول الأوروبية كان آخرها في مبنى ويندشور في العاصمة الإسبانية مدريد ما أدى إلى انهيار المبنى المكون من 32 طابقا. وعن سير التحقيقات أفاد جداوي «التحريات لا زالت مستمرة ولم يثبث شيء حتى الآن.. هناك لجنة متخصصة سيتم تشكيلها من المحافظة ستبدأ أعمالها قريبا للتحقيق في كافة خلفيات الحريق والتعرف على أسبابه». وحول إمكانية إعادة النظر في تصاريح وأذونات المباني المشيدة على الهياكل المعدنية قال «نحرص على القيام بجولات مستمرة لتلك النوعية من المباني، ولا يتم السماح لها إلا بعد التأكد من توافر كافة وسائل السلامة القادرة على مقاومة الحرائق لفترات تصل إلى 10 ساعات في أقل الأحوال». يشار إلى أن الحريق الذي اشتعل البارحة الأولى، في أحد أكبر المجمعات التجارية وسط جدة يحتوي على مكاتب تجارية ل23 شركة متنوعة المجالات تعود ملكيتها لمجموعة العيسائي التجارية وتم إنقاذ 12 محتجزا في حينه. فيما تدخلت أكثر من 12 فرقة إنقاذ وإطفاء وطائرتان تتبعان للدفاع المدني في محاولة لإخماد النيران التي طالت المبنى المكون من تسعة طوابق والذي أنهار بعد خمس ساعات من اشتعال النار.