جدتي نعم .. إني الآن أشم رائحة عطرك وريحانك.. مازلت أتذوق سكر مصاص حلواك .. وفيها أتطعم حنانك.. ورائحة قهوتك تداعب ذكريات طفولتي. جدتي نعم .. مازلت تلك الطفلة «اللماحة» التي كنتِ تنتظرين عود السواك من يديها.. وتنتظرين عنادها وإصرارها على موقفها .. وتبتسمين لترضيها.. إني أرى عينيك الصغيرتين حين تختفيان وأنت تضحكين وتمازحينني بدعاباتك.. وأرى شموخك بين أنفاسك التي كنتِ بالكاد تستردينها.. فمع كل «كحة» أرى شموخا يعلو جبينك.. ومع كل تنهيدة أرى صبرا يعانق ماضيك.. وتصبرا على ماهو آتٍ.. من تجاعيد وجنتيك تعلمت الصبر والمصابرة.. من كلماتك تعلمت معنى الحكمة والرأي السديد.. من صلاتك تعلمت كيف يكون الإيمان متأصلا في النفس.. في حضنك تعلمت كيف تكون المرأه فيئا وضياءً.. وتغدق على من يستحق الدفء ونفحات الحنان.. في لمسة يديك تعلمت كيف تعطي المرأه برقة وصمت.. في قوتك كنت مثالا واقعيا للمرأة الراضية فلم تهزك أبدا رياح الشقاء.. جدتي.. نعم لقد تعلمت وسأظل أتعلم وسوف أعلم.. أنه كان للعطف والعطاء والدفء والوفاء موعد في الدنيا مع امرأة هي أنتِ جدتي.. (رحمك الله) وجعل جنة الخلد مثواك.. وسوف أخبرك أنه مازالت هناك مواعيد جديدة لجيل سيرث تلك الصفات منك.. وأنا على يقين أننا سنتسابق لنسجل أول موعد معها بعدك.. وها أنا أسجل كلماتي كأول موعد مع (الوفاء).. ولك جدتي موعد معي دوما في نبض دعواتي المفعمة بروحانية صلواتي. مريم الوزاب