مشيت على مهل أفكر وأفكر، فكم مر بي الزمن، وكم مرت ليالٍ وأنا بدونك؟ كم كنت أحلم ليلاً أن أراك، ولكن سرعان ما ينقضي حلمي، وأبدأ بالتفكير.. لم ينسك وجداني، فأنت وجدي ولن تنساك عيناي، فأنت لهما النور، أنت.. من أنت؟؟ أنت كل شيء في الحياة..لا.. بل أنت الحياة.. فقدت طلتك التي حين أراها تزهر عيناي بالأمل، فقدت شموخك الحنون، وفقدت توبيخك الرحيم، كم أحبك يا من زرع الحب في قلبي، كم مرة قتلت بداخلي الأسى، كم علّمتني أن أكون الحب.. الاحترام.. الأمل.. كم علمتني أن لا أبعد خطوة واحدة عن كل طرق الرفعة والرقي، نعم فقدك أبي من حياتي.. لكن لم أفقدك مني، فأنت أنا، وأنا أنت.. ما أجمل ابتسامتك حين أذكرها، وأنت تناديني «ع»، وأنا أرتمي بين أحضانك الدافئة، وأنت تلعب بخصلات شعري، كم كنت يا أبي طفلتك المدللة التي أحببتها وأحبتك، أخذتك مني دنياي، ولكن حتمًا سوف ألقاك. أنا هنا اليوم أكتبك بين طيات دفاتري شعرًا وخاطرةً حزينة، وقبل كنت أراك أمام عينيّ.. فقد كنت ومازلت يا أبي ملكي المهيب، وصقري الأصيل، ومعدني الذهبي النفيس.. فقلبي مملكة شيّدها حبك الجميل لك، لتكون ملكها الوحيد أبي.. وماذا أكتب وأعيد؟ عباراتي قليلة وشحيحة أمام ما صنعت لي أبي الحنون.. أحبك وسأظل احبك، واكتب حبك للعالم، وللكون كله أعذب قصيدة منظومة، فلن أنساك يا مَن حملت اسمك وسامًا أصيلاً على صدري، ولن أنساك يا من حملت حبه حبًّا بريئًا في قلبي، فلن أنساك يا أجمل ما في حياتي، يا شموخي وعزتي واحترامي، أهديك عباراتي التي انحنت ولاءً وإجلالاً لقدرك، وأهديك كل نجاحاتي وطموحاتي يا أبي الغالي، وأهديك كل ورود الكون التي تفتحت وازدهرت لحبك أبي.. احبك وسأظل أحبك وأكتبك في صمتي ووجداني أغلى حب على مر العصور..