تباينت ردود أفعال الطالبات والطلاب من خريجي الثانوية العامة بقسميها الأدبي والعلمي تجاه قدرة الجامعات على استيعابهم في التخصصات التي يطمحون في دراستها، واصفين مستقبلهم بالمجهول والذي يخضع لمتغيرات الجامعات، واستغربوا وجود جامعة في كل منطقة دون أن تستوعب أبناءها، معربين عن أملهم في توسعة القبول في الجامعات بإضافة تخصصات جديدة مناسبة لسوق العمل. توسعة موقع التسجيل طالب عدد من الطالبات والطلاب خريجي الثانوية العامة، جامعة القصيم بتوسيع موقعها المفتوح لاستقبال طلبات التسجيل، وتسهيله بعيدا عن الأخطاء التي صاحبته. وقال يزيد التويجري بادرنا بمحاولة التسجيل من الساعة الأولى خوفا من الضغط ولكننا لم نتمكن وحاولنا في اليوم الثاني وجرى التسجيل، وكنت أتمنى أن يكون موقع الجامعة مستوعبا للضغط. وأشار عبدالسلام العدل إلى أنه وصل إلى الموقع بعد محاولات عدة، وتمكن من التسجيل. أما روان محمد فقالت لم أستطع التسجيل إلا في اليوم الثالث، ووجدت صعوبة في الطريقة التي استخدمتها ولجأت إلى خالي لمساعدتي في إدخال بياناتي. وأضافت أمل البراهيم من المشكلات التي واجهتها وزميلاتي كون الدخول للموقع متاح للطالبات والطلاب بجزئية واحدة والخطأ بالتسجيل في خانة جنس المتقدم تعني رحلة معاناة جربتها وجربها غيري. وأوضح ل«عكاظ» مدير المركز الإعلامي في جامعة القصيم بندر الرشودي أن الجامعة وسعت القبول هذا العام بزيادة عن العام الماضي، وأتاحت 14600 مقعد لخريجي الثانوية العامة سيدرسون في 32 كلية منتشرة في المنطقة. وفي المدينةالمنورة عبرت خريجات الثانوية العامة عن معاناتهن من بعض العقبات التي تقف حائلا بينهن وبين الالتحاق بالجامعات والكليات. الطالبة غدير أحمد تخرجت من الثانوية القسم العلمي بنسبة تجاوزت التسعة والثمانين وتقول ساعدني اختبار التحصيلي على زيادة نسبتي وعندما أردت التسجيل في الجامعة احترت في أي الأقسام أسجل ووجدت أنها جميعها لا تناسب سوق العمل، ما يجعلني أن أضع الشهادة الجامعية على حائط المنزل. وتشاركها الرأي أفنان خريجة القسم الأدبي التي ترغب في دخول قسم تتعلم منه لغة غير اللغة الإنجليزية كاللغة الفرنسية أو الإيطالية أو الإسبانية حتى تتعلم لغات جديدة غير اللغة الإنجليزية التي تستطيع أن تتعلمها في أي معهد، مشيرة إلى أنها في حالة بحث جاد عن الجامعة التي يوجد بها قسم يتماشى مع رغبتها. مها حاولت التسجيل في أحد الأقسام المنتظمة إلا أنها تفاجأت بأن القسم اكتفى بالعدد المطلوب من الطالبات فحول تسجيلها إلى طالبة منتسبة في إدارة أعمال. أمل طالبة القسم العلمي تخرجت بنسبة اثنين وتسعين تقول: أرغب في التسجيل في العلوم السياسية، وهذا القسم لا يوجد لدينا. من جانبه قال ناصر صالح الناصر إن نتيجة الثانوية والقدرات والاختبار التحصيلي ستؤهلني لدخول جامعة طيبة، لكن لن أتمكن من دخول المسار الصحي. وأشار أحمد حسن القحطاني إلى أن معدله في الثانوية لم يرتق لمستوى متميز، ولكنه يأمل في القدرات والتحصيلي في رفع نسبته . وأوضح محمد صالح آل حارث خريج القسم الأدبي في إحدى الثانويات أن هذا القسم أصبح غير مرحب به. وأضاف لا توجد إلا كليتي الآداب والتربية لاستيعاب تخصصي، وقال أتوقع أن يقف القبول على نسبة 90 في المائة في الأقسام الأدبية علما أن معدلي قريب من ال 90 في المائة لكن قلة المقاعد والخوف من تواجد أعداد كبيرة سيكون مقلقا. وطالب سالم الحارثي وزارة التعليم العالي إيجاد قانون يمنح سكان المدن أولوية التسجيل في الجامعات التي في مدينتهم بدلا من ألا يجدوا مقاعد. وشكا عدد من خريجات وخريجي الثانوية العامة في الباحة من عدم وجود بعض التخصصات التي يطمحون إليها برغم حاجة سوق العمل لها، مطالبين الجامعة بالتوسع في فتح المزيد من الأقسام وعدم الاكتفاء بما هو متوافر حاليا. وأشارت الطالبة هيلة علي الغامدي إلى أنها تطمح في تدريس مادة علم الاجتماع لكونها متفوقة في هذه المادة والتي حصلت فيها على درجة كاملة وتشعر أنها مقربة لنفسها، غير أنها صدمت بعدم توفر هذا القسم في جامعة الباحة. وأكد الطالب عبدالله توفيق الغامدي أن جامعة الباحة ما زالت تفتقر للكثير من التخصصات كالإعلام بجميع فروعه، إضافة لإدارة الأعمال في تخصصات إدارة عامة، إدارة مكتبية. ويتفق معه الطالب عبدالله صالح حربي داعيا جامعة الباحة إلى سرعة الانتهاء من المدينة الجامعية على أن تضم كلياتها العلمية والأدبية جميع الأقسام والتخصصات أسوة ببقية الجامعات الأخرى. من جانبه قال الدكتور أسامة بن غازي مدني أستاذ الإعلام الجديد المساعد في جامعة أم القرى «إن حالة الحيرة والضبابية لطلبة الثانوية العامة في اختيار التخصص الجامعي هي في رأيي أحد الصعوبات التي تواجه الطلبة وأسرهم بحيث ما أن تعلن نتائج الثانوية العامة، وما أن يسعد الطالبة أو الطالب بنتائجهم إلا وتبدأ مرحلة توتر تتمثل في إيجاد التخصص الجامعي المناسب الذي يحقق إشباع رغباتهم الشخصية ويحقق في الوقت نفسه رغبات أسرهم وطالب المدني بضرورة وضع علاج جذري، بدلا من مجرد حصر المشكلات وحلولها في قرارات فردية من قبل وزارتي التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم رغم إشادتي بالمجهودات التي بذلت مؤخرا، ولكني أؤكد أنه لن يأتي هذا العلاج بمردود فعلي إلا من خلال دراسات تتمخض من خلال إجراء وعقد لقاءات مع طلبة الثانوية لمعرفة القدرات والميول لديهم وعرض الفرص المتاحة أمامهم لمثل هذه القدرات والميول. أما مستشار الموارد البشرية بسام فتيني فيقول إذا تجاوزنا الملاحظات المتكررة على طريقة ومحتوى المناهج التعليمية، لا بد من التفكير في وضع آلية جديدة من شأنها معرفة ميول الطالب قبل تخرجه وبالتالي يسهل على الجميع توجيهه للاتجاه الأمثل له، لاسيما وأننا نفتقد إلى وجود خارطة واضحة للطالب تمكنه من مراجعة قراراته واختياراته لمستقبله المهني أو الوظيفي. ويضيف الدكتور محمد سمسم رئيس قسم الهندسة الكهربائية في جامعة أم القرى من المهم أن يختار طالب الثانوية العامة التخصص الذي يناسب قدراته وميوله في نفس الوقت، حيث إن حصول الطالب على معدل عال في الثانوية العامة فقط لا يعني بالضرورة أنه يجب أن يدرس الطب أو الهندسة، على سبيل المثال ، فلربما يكون هذا المتفوق دراسيا لديه ميول أدبية أكبر من ميله إلى التخصصات العلمية وبالتالي فإن انضمام مثل هذا الشخص إلى كلية الطب أو الهندسة قد ينتج طبيبا أو مهندسا فاشلا بينما دراسته للتخصص الذي يميل إليه قد يجعل منه أديبا ناجحا أو محاسبا بارعا أو إداريا متميزا. اختيار التخصص المناسب وأضاف من هنا يتبين أنه من المهم أن يختار خريج الثانوية العامة التخصص الذي يناسب قدراته وميوله ولمساعدته على الاختيار الصحيح فإنه من المهم أن يتعرف الطالب في المرحلة الثانوية على ما تتطلبه الدراسة في الكليات الجامعية المختلفة عن طريق بعض الطلاب الجامعيين ممن سبقوه في الالتحاق بالمرحلة الجامعية أو من خريجي الجامعة من الأقرباء وأصدقاء العائلة أو عن طريق زيارة بعض الأقسام الأكاديمية في الجامعة للتعرف عن كثب عن متطلبات الدراسة فيها. شكا عدد من خريجات وخريجي الثانوية العامة في منطقة الباحة من عدم وجود بعض التخصصات التي يطمحون إليها برغم حاجة سوق العمل لمثل تلك التخصصات، مطالبين الجامعة بالتوسع في فتح المزيد من الأقسام وعدم الاكتفاء بما هو متوافر حاليا لاسيما وأن معظم تلك التخصصات مكتفية ولا يحتاجها سوق العمل ربما لأكثر من عشر سنوات قادمة كأقسام اللغة العربية والتربية الإسلامية وغيرها. أيضا يتفق معه الطالب عبدالله صالح حربي داعيا جامعة الباحة إلى سرعة الانتهاء من المدينة الجامعية على أن تضم كلياتها العلمية والأدبية جميع الأقسام والتخصصات أسوة ببقية الجامعات الأخرى التي لا يجد أبناء تلك المناطق إشكالية في اختيار التخصص الذي يرغبون فيه كما يصف ذلك ولا يعيشون الحيرة التي يعيشونها والتفكير في مغادرة المنطقة لهذا السبب. وأكدت وكيلة القبول والتسجيل في شطر الطالبات في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتورة نورة باذياب على زيادة نسبة قبول الطالبات المستجدات في الجامعة لهذا العام بنسبة 10 في المائة عن العام الماضي وأوضحت ل«عكاظ» أنه جرى استيعاب 8000 طالبة انتظام و10000 طالبة انتساب في محافظة جدة متضمنة فروع كليات البنات. وأشارت إلى بدء الدراسة للطالبات للعام الجاري في فرع الجامعة في خليص والكامل، لافتة إلى إدراج تخصصي الترجمة وعلم النفس إلى الكليات المتاحة في ، وأوضحت أن ارتفاع نسبة الطالبات تزيد من فرصة القبول في السنة التحضيرية المتضمنة للمسار العلمي والإداري والمحددة بنسبة 50 في المائة للثانوية العامة و30 في المائة للقدرات و20 في المائة للتحصيلي. وفي حائل رفض طلاب وخريجين التعليم الثانوي العام المتقدمين للجامعات أن تكون لديهم عوائق وإشكاليات القبول والتسجيل، وقال الخريج أحمد الشمري جامعة حائل تفتح باب القبول من خلال البوابة الإلكترونية للجامعة، والبريد السعودي يسهل وصول الوثائق الأصلية للمقبولين وهذا يسهل عملية القبول حتى لو كان الخريج في منطقة أخرى. وقال كل من بسام النزال وخالد راضي خريجي ثانوية عامة في كل منطقة جامعة تحمل اسم المدينة، ما يساعد على قبول جميع الطلاب ولكن الواقع غير ذلك. إلى ذلك أبدى عدد من الطلاب خريجي جامعة الملك خالد في أبها تخوفهم من عدم استيعاب وزارة الخدمة المدنية لهم في القطاع الحكومي، وأبدى الطالب محمد علي محمد الأسمري وسعد سلمان الشهري تخوفهما من عدم استيعابهما.