انتهى موسمنا الرياضي، وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، قائمة الناجحين قصيرة، لا تضم سوى الهلال والأهلي والشباب، وقائمة الراسبين طويلة، يتصدرها النصر والاتحاد، ومعهما التحكيم، ولجان الاتحاد السعودي التي رسبت في معظم الاختبارات التي واجهتها، وكانت عبئا ثقيلا على الاتحاد السعودي لكرة القدم، وقادته في نهاية المطاف إلى أن يكون خصما لأندية سعودية في ساحة القضاء الدولية، بعد أن أحرجته كثيرا في أروقة الاتحاد القاري. ومنذ أن انطلق الموسم مررنا بمحطات ومنعطفات ألقت بظلال قاتمة على مشهدنا الرياضي، سأمر على بعضها دون تسلسل زمني لحدوثها، فمنتخبنا الكروي واصل إخفاقاته آسيويا وإقليميا، صدور قرار بتهبيط فريق الوحدة للدرجة الأولى، وقرار آخر باعتبار الشباب خاسرا لمباراته أمام الأهلي بعد أن كسب المباراة في الملعب، التحقيق في قضية رشاوى بين الوحدة ونجران، إخفاق مرير للفرق السعودية في المعترك الآسيوي، قرارات مربكة للجان الاتحاد السعودي، اعتزال رجل الاتحاد القوي منصور البلوي الوسط الرياضي، معارك كسر عظم بين المتنفذين الكبار في عدد من الأندية انتهى بعضها بالصلح وبعضها بالقطيعة، وبعضها بقي نارا تحت رماد، مئات الملايين من الريالات تصرفها الأندية بشكل غير مسبوق، قضايا ضد إعلاميين في المحاكم ووزارة الإعلام، الجماهير في المدرجات تتهم الحكام بالرشاوى، إقالة الأمين العام للاتحاد السعودي فيصل العبدالهادي، لاعبون يتهددون بعضهم باللجوء للمحاكم الشرعية بتهمة القذف، هيئة الأمر بالمعروف تحذر الأندية من ممارسات لاعبيها الأجانب لطقوس دينية في الملاعب، إدانة بعض اللاعبين بتعاطي المنشطات، الأسطورة ماجد عبدالله يتهم رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي بأكل حقوقه المادية من حفل اعتزاله، استقطاب حاد للإعلاميين من قبل رؤساء الأندية وتحويلهم إلى أبواق وطبول. فعلا كان موسما استثنائيا بالمعنى السلبي والايجابي للكلمة، فمن كان يتصور قبل سنوات قليلة، أن يقدم احد أنديتنا على مقاضاة الاتحاد السعودي لكرة القدم في المحاكم الدولية؟ ومن كان يتصور أن يصدر قرار بتهبيط فريق إلى الدرجة الأولى؟ ومن كان يتصور أن تسحب نقاط مباراة من فريق لتمنح آخر؟ ومن كان يتصور أن يتحدث الإعلام ويحقق الاتحاد السعودي بقضايا رشاوى؟ ومن كان يتصور أن يأتي اليوم الذي يعترف فيه الاتحاد السعودي بخطأ ارتكبه ويعزل احد مسؤوليه؟ فعلا «لقد تغيرنا» كما فصلت ذلك في مقال سابق، فقد تغيرت قواعد اللعبة في مشهدنا الرياضي، وهذا التغير «الدراماتيكي» كان أهم أسباب الارتباك الذي بدأ واضحا خلال هذا الموسم في مؤسساتنا الرياضية وفي الأندية وحتى في الإعلام. بوصلة: سيدون التاريخ في سجلاته أن الأهلي هو بطل كأس الملك لهذا الموسم، وأنه خطف الكأس من أمام منافسه اللدود فريق الاتحاد، وسيتجاهل التاريخ أن الاحتجاج هو الرافعة التي انتشلت البطل من الخروج المبكر من المسابقة. [email protected]