أفهم جيدا الأسباب التي جعلت مدني رحيمي يخرج عن طوره وهو يتحدث عن قضية عودة اللاعب الحسن كيتا إلى الملاعب السعودية عبر فريق الشباب هذه المرة، فقد شكلت عودة كيتا بهذه الطريقة الغامضة مثالا صارخا على أننا ما زلنا نكرر نفس الأخطاء التي كانت سببا في اهتزاز الثقة بين الأندية والاتحاد السعودي لكرة القدم، والجمهور الرياضي يتساءل كيف شمل قرار العفو عن اللاعبين الموقوفين مثل الحسن كيتا ولم يشمل المدرب الروماني كوزمين؟ فالأخبار تقول إن نادي الاتحاد حاول التعاقد مع كوزمين ولكن قيل له إن قرار العفو لا يشمله. فكيف إذن شمل القرار الحسن كيتا؟ واستطرادا في التساؤل: أليس من حق الاتحاد أن لا يعود الحسن كيتا للملاعب السعودية إلا من خلال بوابته باعتبار أن قرار الإيقاف صدر واللاعب مرتبط بعقد مع النادي تبقى منه عام كامل؟ أنا ومثلي كثيرون يفرحون بوجود المدربين واللاعبين المميزين في الدوري السعودي، وأتمنى عودة المدرب القدير كوزمين للدوري السعودي، وأن يشمله قرار العفو كما شمل الحسن كيتا، لكننا في ذات الوقت نأمل أن يتم ذلك بمعايير واحدة وواضحة تعطي كل ذي حق حقه، لا أن تتم العملية بمعايير مزدوجة، واستثناءات تميز ما بين أندية وأخرى، ولطالما اشتكت الأندية السعودية من هذه المشكلة، واعتبرها كثيرون من بين أهم المشكلات التي أثرت بشكل كبير على مسيرة الكرة السعودية، ومع الأسف الشديد أن عودة الحسن كيتا عززت الاعتقاد لدى شريحة كبيرة من الجمهور الرياضي بأن ثمة شخصيات رياضية وأندية معينة تحظى باستثناءات خاصة تتيح لها خرق الأنظمة والقوانين التي تقف كالجدران السميكة في وجه آخرين. الغريب أنه رغم أهمية هذه القضية فلم يصدر من لجنة الاحتراف حتى كتابة هذه السطور أي توضيح للشارع الرياضي عن ملابسات عودة كيتا! • مد رجولك على قد لحافك، أصبح المثل الأكثر شعبية لدى بعض رؤساء الأندية، وصار يتردد على ألسنتهم بمناسبة وبدون، بعد أن كادوا أن يناموا في العراء، جراء فتحهم صنابير المال دون حساب، وبعد امتناع بعض أعضاء الشرف عن الدفع. • قبيل اعتزال الأسطورة ماجد عبدالله، كتبت متوقعا أن ينضم عدد من الكتاب لقائمة العاطلين عن العمل، لأن شغلتهم الوحيدة كانت مهاجمة ماجد عبدالله، وقلت إنه بغياب ماجد عن الملاعب لن يجد هؤلاء مواضيع يسودون بها أعمدتهم، ولكنني أعترف الآن بأنني أخطأت التوقع، فقد استمروا في ملاحقة ماجد حتى اليوم، وبهذا يساهم ماجد عبدالله في مكافحة البطالة، فهو ما زال سببا في توفير عمل للبعض، عبر النبش المستمر في تاريخ هذا اللاعب الأسطورة، خصوصا أولئك الذين يزعمون بأنهم مؤرخون. أعلم جيدا أن ماجد ليس بحاجة لأن يدافع عنه وعن تاريخه أحد، فمسيرته وإنجازاته محفورة في ذاكرة الأجيال، ولم ولن تؤثر فيها محاولات المتطاولين عليه من المتقدمين والمتأخرين، ولكن ليت هؤلاء يعلمون. [email protected]