ثمة مواضيع تثار لأيام من أجل (البروزة الإعلامية) ثم تعود لدرجها أو واقعها حتى يحين موعد آخر للفلاشات والإضاءات. وقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأيتام أو المطلقات أو العوانس هي من القضايا ذات الاستهلاك الإعلامي المتكرر، بينما واقعها يهمل بمجرد انتهاء مناسبة الحديث. وكتبت أكثر من مرة عن أمنيتي ألا تكون اجتماعات المؤسسات المعنية بشؤون الإعاقة مجرد حضور لمهرجانات ومنتديات تدلق فيها الكلمات (وكان الله سميع الدعاء). ففئة ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة ماسة للاهتمام الحقيقي كونها فئة مستضعفة من قبلنا وليس من قبل النظام، فالنظام السعودي ووفق بنوده كفل لهذه الفئة حقوقها ومميزاتها إلا أن كثيرا من تلك البنود ظل حبرا على ورق ولم يفعل تفعيلا واقعيا. وفي أوقات كثيرة تنشر الصحف مشكلات هذه الفئة بتسليط الضوء على ما يجدونه من عنت داخل المجتمع وصل بعضها إلى الاعتداء الجسدي. ومع كل اجتماع تشاوري لأية جمعيات لا يكفي هؤلاء المجتمعين مطالبتهم بإيجاد مرجعية مختصة بمحاسبة المقصرين في حقوق المعوقين بل عليهم السعي من خلال الاتصال بالجهات التشريعية لإضافة قوانين تحمي هذه الفئة، وإذا كانت تلك الجمعيات الخيرية تمثل المجتمع المدني فلا يقتصر دورها على تشخيص مشكلة المعوقين بل دورها يتعدى ذلك من خلال التواصل مع جميع الجهات المعنية لتثبيت نصوص قانونية مفعلة تسند هذه الفئة في أخذ حقوقها كاملة. ولأن المعلومة مهمة للغاية فعلى وزارة التخطيط التنبه لهذا الأمر بتوفير المعلومة من خلال وضع بيانات كاملة عن أعداد المعوقين ونوع إعاقتهم؛ فوضوح ودقة المعلومة يمكنان الجمعيات والمؤسسات الحكومية على تخطيط برامجها بشكل علمي وصحيح بما يخدم هذه الفئة. وأول الملاحظات أن وزارة التخطيط تنص إحصائيتها لعام 1428 على وجود 140 ألف معوق، بينما تثبت إحصائية وزارة الصحة وجود مليون معوق. وإذا كانت معلومة العدد غائبة فمن باب أولى أن تغيب بقية المعلومات عن هذه الفئة. كما يجب على وزارة الخدمة المدنية تخصيص وظائف لذوي الاحتياجات الخاصة تأسيا بما هو حادث في دول الخليج وبقية العالم، فمكاتب الخدمة المدنية منذ أن أنشئت إلى الآن لم تلتفت إلى هذه النوعية وأدخلتها في خانة العجزة، بينما هناك شباب وشابات من ذوي الاحتياجات الخاصة مؤهلون علميا (بشهادات جامعية)، ولأننا نرفع شعار الاهتمام بهذه الفئة فيجب أن يتطابق الواقع مع الشعار. فلماذا لا تخصص وظائف تنص على أنها من حق ذوي الاحتياجات الخاصة .. لماذا؟ ولماذا هذه لن تجد من يقف أمامها ليقول لنا الأسباب .. وهذه هي المشكلة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة