بمجرد أن تطالب بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ينبري لك أي قارئ ويقول لك: - ياعم أنت فين .. إحنا السليمين ماشافونا تبغاهم يشوفوا المعوقين، قول يا باسط.! وبين هذا القول والتفريط في حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة يمكن أن تأتي شهرزاد لتقص لنا ألف حكاية وحكاية. فمع تكفل النظام بإيجاد مزايا لهذه الفئة إلا أن الكثيرين يتعاملون مع تلك المزايا تعاملا معوقا أيضا، وكأنها غير موجودة أو منصوص عليها في النظام، ويقابل هذا (تطنيش) وزارة التخطيط التي لم تزود أي جهة ببيانات كاملة عن أعداد المعوقين ونوع إعاقتهم لمساعدة الجمعيات والمؤسسات الحكومية على تخطيط برامجها بشكل علمي وصحيح يشمل كل ذوي الاحتياجات الخاصة. ولعبة التطنيش هذه شملت بقية الوزارات التي لم تضع هذه الفئة ضمن حساباتها عند التوظيف، وبالتالي لو ذهبوا إلى وزارة الخدمة يوميا و(تبطحوا) أمام بوابات الوزارة فلن يجدوا وظيفة تقبل بهم كون كل الوزارات مغمضة بصرها عن هذه الفئة وليس هناك وظائف تطلبهم بتاتا بالرغم أن الكثيرين منهم مؤهلين تأهيلا عاليا ويحملون شهادات جامعية مثل بقية إخوانهم وأخواتهم. ومعظم من يعمل من المعوقين يعملون على البنود، وما أدراك ما البنود، فكلنا يعلم أن هذه الوظائف هي وظائف استغلال لحاجة الناس للعمل وبالتالي هضم حقوقهم الوظيفية كاملة. انتهى عرض المشكلة، ولكن الذي لم ينته كيف يمكن الاستفادة من هذه الطاقات بدلا من (مرمطتها) بحجة قصورها الجسدي، وقبل ذلك ما الجهة التي يمكن أن (نمسك بحلقها) لتسعف آلافا من البشر الذين ليس لهم ذنب سوى أنهم وجدوا أنفسهم في وضعية لم يختاروها، ثم كيف يمكن تفعيل نظام امتيازات ذوي الاحتياجات الخاصة؟ ويبدو لو فتحت باب الأسئلة فلن ننتهي. ومع ذلك هؤلاء الناس بحاجة إلى عمل حقيقي ينتقل من الأوراق إلى الواقع، فهم ليسوا في حاجة إلى شعارات يتاجر بها البعض أمام وسائل الإعلام حتى إذا اختفت الكاميرا يكون (سعيد قد سف الدقيق). [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة