أبدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة استغرابها نحو تنفيذ الدفاع المدني في المدينةالمنورة خطة فرضية لقياس الكفاءة في مواجهة الأمطار والسيول البارحة الأولى، في موسم يستبعد فيه هطول الأمطار، بل يأتي الجفاف أول ملامح الطقس، وفق التقرير الذي زودت به الأرصاد الجهات المعنية بما فيها الدفاع المدني عن «ملامح فصل الصيف في عموم المملكة»، فضلا عن استهلاك كمية مهولة من المياه الصالحة للشرب في وقت تعيش فيه المدينة أزمة عصيبة في توفير المياه، وتشهد جميع أحيائها هذه الأيام انقطاعات متكررة، استدعت تدخل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينةالمنورة، وإصدار توجيهات حازمة للمديرية العامة للمياه بإنهاء الأزمة، وإيجاد الحلول لكل الشكاوى التي تقدم بها المواطنون. واستهلك الدفاع المدني لتنفيذ الفرضية نحو 1200 طن من المياه الصالحة للشرب، طبقا لتصريحات مديره في المدينة العقيد علي عطا الله العتيبي، الذي أوضح ل «عكاظ» أنه تم الاستعانة بالمديرية العامة للمياه وأمانة المدينة في تهيئة 60 صهريجا، بسعة 30 طنا، تم إفراغ حمولتها داخل نفق المناخة، غرب المسجد النبوي، عند الساعة العاشرة والنصف مساء، ولمدة ساعة واحدة، بعد التنسيق مع إدارة المرور في إغلاق الطريق النافذ ما بين قربان وسلطانة عبر هذا النفق. وقال ل «عكاظ» الاختصاصي الجوي في مركز التحليل والتوقعات في الأرصاد محمد دولة، إن عموم مناطق المملكة تشهد جفافا تاما طيلة فصل الصيف، ما عدا المرتفعات الجنوبية من الطائف وجنوبها وصولا إلى منطقة جازان وعسير، وإن المدينةالمنورة تحديدا تنحصر مواسم هطول الأمطار فيها من منتصف شهر ديسمبر إلى بداية فبراير، ما بين الشتاء وبداية الربيع فقط، بينما يستبعد تماما في الصيف. في المقابل، اعترف المتحدث الرسمي للدفاع المدني المقدم خالد مبارك الجهني بأن توقيت هذه الفرضية لا يوافق احتمالية وجود مخاطر نحو الأمطار والسيول المنقولة، إلا أنه برر تنفيذها في هذه الظروف بتجربة مدى كفاءة تصريف المضخات للمياه داخل الأنفاق، والوقوف على استعدادات فرق الدفاع المدني في مواجهة الأمطار والسيول. وبسؤاله عن مدى أهمية قياس كفاءة مضخات الأنفاق بسكب مياه صالحة للشرب بين وجود أزمة للمياه في أحياء المدينة واستبعاد هطول الأمطار في هذا الفصل، طلب إحالة السؤال إلى مدير إدارة الدفاع المدني العقيد العتيبي. بدورها، سألت «ع كاظ» مدير عام المياه في منطقة المدينة المهندس صالح جبلاوي عن دواعي تنفيذ فرضية تسببت في هدر كميات مهولة من المياه وسط الأزمة التي تشهدها المدينة، فقال «نحن مجرد مساندين للدفاع المدني، وهذه الخطة تمت تحت مسؤولية وإشراف الدفاع المدني، وهو الذي طلب التزويد بالمياه»، موضحا أن عدد الصهاريج التي وفرتها المديرية للخطة 30 صهريجا.