نفذت الجهات الحكومية في منطقة المدينةالمنورة أمس، خمس تجارب فرضية في وقت واحد بمشاركة عشرات الآليات والأفراد، للوقوف على استعداد تلك الجهات وقدرتها على مواجهة مخاطر السيول المصاحبة لهطول الأمطار حال حدوثها. و تضمنت الخطة الفرضية التي بدأت في العاشرة صباحا، احتجاز السيول لمركبات مأهولة أثناء محاولة سائقيها العبور من نفق قباء إثر أمطار غزيرة بلغ مستواها 80 ملم هطلت على المدينةالمنورة منذ ساعات الصباح الأولى، وتلقى الدفاع المدني إشارة تنبيه من هيئة الأرصاد الجوية عن هطول أمطار غزيرة بدءا من الخامسة فجرا، حيث امتلأ نفق قباء بمياه الأمطار، فيما شكلت إدارة الدفاع المدني غرفة عمليات وسط المدينة للتنسيق ومباشرة الحوادث. وأبلغ «عكاظ» مدير عام الدفاع المدني في منطقة المدينةالمنورة العميد زهير بن أحمد سيبيه، بأن توجيهات عاجلة وردت من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، بتكثيف التجارب الفرضية المتعلقة بالمخاطر المصاحبة للأمطار والسيول للوقوف على مدى جاهزية واستعداد مختلف الجهات والأفراد والرفع من كفاءتها في مواجهة أخطارها، كما وجه الجهات ذات العلاقة بوضع كافة الإمكانيات والخطط لتنفيذ التجارب لدعم جاهزيتها. وأضاف العميد زهير سيبيه أن التجربة نفذت بمشاركة الدفاع المدني، إمارة المدينة، الشرطة، المرور، الصحة، الهلال الأحمر، التعليم، الأمانة، مديرية المياه، مستشفيات حكومية وأهلية، «وكانت تهدف إلى الوقوف على فعالية مضخات الشفط في الأنفاق وتصريف مياه الأمطار فيها، ونفذت في نفق قباء حسب السيناريو بإنذار بهطول أمطار تلقته غرفة الدفاع المدني من هيئة الأرصاد الجوية في الخامسة من فجر أمس، وعند التاسعة صباحا وصل إلى مرحلة التحذير من احتمال هطول أمطار غزيرة على وسط المدينة، وفي العاشرة بدأت السماء تهطل بغزارة، وانتقلت فرق الإنقاذ إلى مناطق تجمعات مائية في أحياء العوالي، قباء، والعصبة، كما تم مباشرة حالة اقتحام مياه السيول لإحدى المدارس الأهلية، وتم إخلاء الطلاب بواسطة حافلات مخصصة إلى مركز الإيواء، وشهدت تنفيذ عمليات إخلاء وإنقاذ، وإنقاذ مائي وإسعاف»، مشيرا إلى تواجد ممثلين من كافة الجهات الحكومية المشاركة في غرفة اللجنة الفورية لتلقي وتمرير البلاغات للمختصين في الدفاع المدني، والمساعدة على تسهيل مهمات الإنقاذ والربط والوصول للمواقع الحكومية والأهلية بمشاركة مركز المعلومات في المدينةالمنورة. ونفى سيبيه تدني مستوى تصريف المياه أثناء تجربة غرق نفق قباء «أوقفنا عمل مضخات التصريف في النفق خشية وصول منسوب المياه إليها نظرا لانخفاض مستوى المضخات، وأفرغت 40 صهريجا أطنانا من المياه في عمق النفق»، فيما رصدت «عكاظ» سوء تنظيم للحركة المرورية في شوارع محيطة بمكان تجربتي نفق قباء، والمدرسة الأهلية (القصواء)، حيث تعطلت الحركة المرورية جراء تجمهر المواطنين. وأضاف العميد سيبيه هذه التجربة كانت معلنة لكن سيعقبها تجارب فرضية سرية غير معلنة ستكون مقياسا أكبر لجاهزيتنا، وسيتم تنفيذها بواقع تجربة في كل شهر، تشمل جميع الأخطار المتوقعة والمحتملة وتشمل مواقع متفرقة سواء في مبان حكومية أو مناطق صناعية ومواقع حيوية متنوعة في المدينةالمنورة والمحافظات، ومستقبلا ستكون هذه التجارب مستمرة».