ما يشهده العام العربي هذه الفترة من أحداث سيؤثر قطعا على وجهة السائح السعودي أو يجبره على قضاء الإجازة داخل المملكة ليفكر مليا في البدائل المطروحة وهي ليست بالكثرة بحيث يحتار أيهما يختار؛ فإما أن يغادر إلى المناطق المصنفة كمناطق اصطياف، أو ينتظم متابعا للمهرجانات الصيفية التي لا تخلو منها منطقة، وعلى كثرتها إلا أن برامجها متشابهة بل مملة ولا تخرج عن مسابقات الأطفال والرقصات الشعبية مما يفقدها عنصر المفاجأة أو التوقع بأن هناك جديدا وكأن خطة الفعاليات موحدة للكل ولا تقبل الإضافات حتى وإن أيقن المنظمون أن المواطن تشبع حد الكآبة من هكذا فعاليات. السياحة الداخلية مازالت غارقة في سبات، متخلية عن دورها الحقيقي تجاه المواطن الذي من حقه أن يستمتع بإجازته في أجواء لا يعتمد فيها على الصخب والضجيج لتحقيق المتعة. ندرك أن هناك جهودا للخروج من تلك النمطية وإيجاد الأفضل لكن الوضع العام في تغيير دائما ويصعب ضبطه إلا أن نطور من واقع خدماتنا، فأعداد السكان في زيادة مطردة، ودخل الفرد قل، والغلاء طال كل شيء بحيث يستحيل على المواطن العادي أن يحلق إلى الخارج بحثا عن الراحة والاستجمام وسط تلك المعوقات التي لم نفكر أن نحلها أو نوجد شيئا مما يبحث عنه، خصوصا أن لدينا في المملكة تباينا جميلا مناخيا وجغرافيا وغيرها من المواقع الأثرية والمقدسات الدينية التي تجذب السائحين بأعداد كبيرة، وحتى إن كانت الأجواء الحارة هي الغالبة على مدننا فهناك مدن خليجية ودول آسيوية لا تقل قيضا عن بلادنا ومع ذلك استطاعت أن تكون مقصدا في فصل الصيف لما هيأته من أماكن ترفيه ومنتزهات رائعة وغيرها من وسائل الجذب الغائبة عنا. الكثير يدركون أن السياحة أضحت صناعة تدر على بلدانهم ذهبا لذلك يجتهدون في جذب السياح وتوفير العوامل المساعدة في عملية الجذب، أما لدينا فالمواطن بسيط في أحلامه لا يريد إلا مكانا يتسع له ولأسرته إيجاره معقول وتتوفر فيه أبسط مقومات النظافة وعندما ينوي الخروج متنزها يجد شوارع منفرجة والناس تسير إلى مبتغاها في هدوء دون صراخ وشتم للسيارات والمارة وامتلاء الأماكن بأولئك اللطفاء من فصيلة القرود التي تغريك لتزيد من قذارة المكان بما تجود به نفسك وأطفالك عليها. في كل عام ينتهي فصل الصيف نسمع عن تقييم للخدمات المقدمة ويعلن أنها في هذا العام حققت نسبة نجاح وزاد الإقبال عن العام الماضي؛ هذه المعزوفة المخيبة حفظناها عن ظهر قلب، والتقييم عادة يصدر عن المستفيد وليس المقدم للخدمة لذلك ومع كل إجازة نزداد خيبة ويزداد الجشعون شجاعة في الاستمرار فيما عقدوا العزم عليه من استغلال جائر للمواطن أو السائح بمعنى أدق، وهم يعلمون أنه لاشك عائد إليهم فليس من منافس أو رادع. وكم سنشغل المنافسة بين هؤلاء ونحد من ظاهرة الاستغلال لو تبنت لجان تنظيم المهرجانات جائزة تمنح لأصحاب أقل العروض في إيجار الشقق المفروشة؛ وليس معنى الأقل أن يرافق ذلك سوء في النظافة أو حتى في الأثاث بل الأقل مع توفر مستوى جيد جدا في المكان ولا يكتفى بتسلمه جائزة وإنما يعلن عن اسمه وعقاره تشجيعا له وترويجا أيضا فقد يكون التحفيز طريقة ناجعة للحد من مشاكل الصيف والاصطياف. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة