عندما يحل فصل الصيف في كل عام تحل مواسم العطلات الصيفية أو الاجازات السنوية، فيذهب من يذهب إلى الخارج لقضاء فترة العطلة هناك في أحد المنتجعات المعروفة، ويبقى البعض الآخر في الداخل، أما مفضل البقاء في مدينته أو التنقل بين المدن، وعلى وجه الخصوص، مدن الاصطياف المعروفة في الداخل طلباً للراحة والاستجمام أو لقضاء بعض الوقت مع الأهل والاقارب والاصدقاء. في الخارج يجد المرء مطالبه ورغباته وما يود الاستمتاع به من متع وملذات واطايب ويأتي في مقدمتها - بطبيعة الحال - الجو اللطيف، والمساكن الملائمة للاصطياف والمساكن والاسعار المناسبة مع توفر وسائل الترفيه البريء، ويعتمد كل ذلك على الدولة التي عزم الاصطياف فيها، فإذا ذهب الى بلدان الاصطياف الشهيرة في البلدان العربية أو الغربية لا يجد ما يقف حائلا دون برمجة وقته برمجة تتناسب مع الفترة التي سيمضيها فيها. اما في الداخل: فهناك مُدن تتوفر فيها بعض وسائل الترفيه البريء كمدينتي جدةوالطائف أو منطقة عسير بما فيها مدينة أبها أو منطقة السودة. واذا كانت مدينة جدة تستقطب اكبر عدد من المواطنين والمقيمين والزوار من منطقة الخليج لما تتوفر فيها وسائل الترفيه البريء، واماكن للتنزه والاسواق والمراكز التجارية الضخمة بالاضافة إلى قربها من الاماكن المقدسة في مكة والمدينة في مواسم العطلات الرسمية وغير الرسمية رغم ان فصل الصيف تزداد الرطوبة، وتقل بالتالي نسمات الهواء. واما مدينة الطائف ومنطقة عسير فقد توفرت فيها بعض الاماكن الصالحة للتنزه وبعض وسائل الترفيه البريء إلا أنهما لا زالا يحتاجان الى اصحاب رؤوس الأموال لكي تظهر هذه الأماكن بالمظهر المشجع على قضاء العطلات الصيفية فيها كضرورة توفر المدن الترفيهية للصغار والكبار على حد سواء مع تنظيم برامج ثقافية وترويحية وفنية طوال الصيف مع ضرورة توفر المساكن المجهزة بمختلف وسائل الراحة وبأسعار معقولة ومناسبة. وفي فصل الصيف يمكن استغلال أوقات الطلاب - طلاب المدارس والمعاهد والجامعات ممن يفضلون البقاء في الداخل طوال فترة الصيف فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة بل وقد يشجع الآخرون ممن يتركون الوطن بمجرد انتهائهم من اداء امتحاناتهم النهائية عن طريق قيام مكاتب وزارة الخدمة المدنية المنتشرة من جذب هذه الفئة الى الوظائف العامة خلال هذه الفترة لشغل اوقات فراغهم اولا واكتسابهم الخبرة ثانيا كحافز لهم في تحديد مستقبلهم الوظيفي بعد التخرج أو قيام معاهد التعليم الفني والتدريب المهني بفتح ابوابها طوال فترة الصيف مع اعداد الدورات القصيرة لكل من يرغب ان يتعلم إحدى المهن او ان يلم بمعالمها سواء كان طالبا او موظفا أو قيام مدارس تحفيظ القرآن الكريم في كل المدن والقرى بفتح ابوابها لاستقبال كبار السن او الطلاب من الجنسين الذكور والاناث في حفظ اجزاء من القرآن مع منح شهادة للمرحلة التي تمكن من اجتيازها خلال هذه العطلة ليمكنه مواصلة باقي المراحل في العطلات الصيفية المقبلة في كل عام. ان الاهتمام بالمصطافين من المواطنين في الداخل في كل عام سيستقطب عاما بعد عام الكثير منهم، لا سيما وان اهتمام الدولة بمناطق الاصطياف سيعمل على تطويرها واخراجها بالمستوى اللائق الذي ينشده كل غيور لهذا الوطن الغالي مع تشجيع رجال الاعمال الذين لا يزالون - كما يبدو - متخوفين من طرق هذه المناطق حتى الآن لاسباب معروفة ولا داعي لسردها ما دام ان المشاريع السياحية تحتاج الى رؤوس اموال ضخمة بالاضافة الى جهاز للمتابعة والصيانة الدائمة المستمرة مع تطويرها بين الحين والآخر. فهل حان الوقت لكي تنشأ وزارة للسياحة والآثار لكي تضطلع بدورها في تطوير مناطق الوطن السياحية لتستقطب هذه الاعداد الكبيرة التي تذهب الى الخارج في مطلع كل فصل صيف من كل عام بتهيئة اماكن الاصطياف السياحية مع ضرورة مراقبة مستوى الخدمات المقدمة للمصطافين، وبأسعار معتدلة غير مبالغ فيها خاصة ايجارات الشقق المفروشة أو غرف وأجنحة الفنادق التي يفترض ان تقل عن اسعار الشقق والفنادق في خارج الوطن حتى لا يهرب المصطاف الى الدول المجاورة التي تتوفر فيها كل الاحتياجات السياحية وبأسعار في متناول اليد لذوي الدخول المحدودة.