عبدالله بن فهد الفالح كل منا تقريبا يعرف أو قد سمع بوصية الرجل المسن الذي كان على فراش الموت وجمع أولاده الثلاثة وأمرهم بإحضار مجموعة من الأعواد فأعطى كل واحد منهم عودا وطلب منه كسره فقاموا بذلك فجمع الأعواد وطلب من الأخ الأكبر كسرها مجتمعة فلم يستطع فكذلك إخوته الآخرون فقال لهم أنتم مثل هذه الأعواد إن كنتم فرادا تكسروا وإن اجتمعتم فلن يستطيع أحد كسركم، ولقد قال رسولنا الأمين صلى الله عليه وسلم «يد الله مع الجماعة» وإن هذا يعكس ما يدور في مجلس دول التعاون الخليجي الذي أبدى أعلى سمات الترابط والتعاون المتميز لبناء وحدة قوية فرضت هيبتها واحترامها على الجميع وسخرت ذلك للوقوف في وجه التدخلات السافرة من البعض في شؤونها الداخلية واتخاذ القرارات المناسبة والمشتركة واستخدام الأسلوب الجريء في التعامل مع أي اعتداءات أو تجاوزات تجاه أمنها واستقرارها وثبات وحدتها، وقد استمدت دول المجلس من تلك الوحدة القوية الحكمة التي أعطتها الثقة والجرأة للدخول في وساطات إقليمية بين بعض الأطراف المتنازعة وبحيادية واهتمام، وأن احترام قادة الدول الخليجية لشعوبها جعل منهم مصدر ثقة وتقدير من الشعوب الأخرى والأهم من ذلك هو تسيير دول المجلس لقوتها التي استمدتها من وحدتها في الاتجاه الصحيح الذي يخدم الدول الإسلامية والشقيقة دون ارتجاء المصلحة الذاتية في ذلك وإنما الهدف هو استقرار الجوار والعالم أجمع، وأعتقد أن هذا الأمر هو الكفيل باستمرارية تلك الوحدة والقوة التي امتازت بها وأن هذا التميز جعل الانتساب لعضوية هذا الصرح العظيم طموحا بارزا لغالب الدول الشقيقة والمجاورة.