ينبغي على شبابنا أن يدركوا بوعي حضاري متقدم أن هناك أيادي خارجية مرصودة تريد أن تعبث بالشؤون الداخلية في بلادنا. فالمنطقة اليوم «مستفزة»، كما أنها غير مستقرة أبدا مما أكثر الانفصالات المجنونة المحيطة بنا. وفي مثل هذه الحالات يوجد خطر تدهور كبير جدا للأمن الإقليمي. ولا يخفى على شبابنا أن بلادنا تحاك ضدها مؤامرات سرية ومعلنة، وبتحرك مكشوف من دولة إقليمية مشهورة بعدائها التاريخي لأهل السنة وللمملكة. الوطن، ثم الوطن، ثم الوطن!. الله، الله، الله في الوطن، إن الأحداث المجنونة التي مرت على هذا الوطن المبارك جعلتني أفهم أكثر من معنى أن يتحول .. «معنى الاستقرار، والطمأنينة، والأمن، والهدوء» .. إلى قلق وإزعاج وخوف. هذا الوطن غالي، كبير، عزيز، حبيب، أب، صديق، أخ، أم، ابن، ابنة، حب، ولا يمكن أن يكون كراهية أو كرها. إن حب الوطن من الإيمان، هكذا تعلمنا وعلمنا منذ نعومة أظفارنا. لا بد أن نجسد ذلك الآن. إن الدين الإسلامي العظيم علمنا معنى .. «الوطنية» .. على لسان سيدي وحبيبي رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم حين قال بلسانه الطاهر يوم خروجه من مسقط رأسه ووطنه الأول مكةالمكرمة قال: «لولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت» .. فلولا أنه أجبر من مشركي مكةالمكرمة على ذلك الخروج لما خرج الحبيب من أرضه الحبيبة. خرج من وطنه بعد أن تمت مضايقته وألحق الأذى به من كفار قريش. وقالت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها. قالت هذه المرأة الجليلة العظيمة عن وطنها مكةالمكرمة: «لولا الهجرة لسكنت مكةالمكرمة إني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكةالمكرمة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكةالمكرمة ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة» .. الأزرقي: أخبار مكة، ج2، ص152. ليس صعبا فهم أسباب هذه الكلام المحكم العظيم من سيد البشرية، وأم المؤمنين رضي الله عنها، أقل ما يمكن قوله هو إن الوطن كان في أولويات سيدنا محمد، إن هذا الحديث ثم قول السيدة عائشة ينطوي على مبادئ وقيم وأخلاق جليلة في حب الوطن. إنه كلام يعكس عقلية المسلم المحب لوطنه. وفي ما أرى، يشكل البنية الأساسية لمفهوم الوطنية وتعمل هذه الأقوال المأثورة على إثراء وترشيد التوجه العام على حب الوطن. الوطن أولا، الوطن ثانيا، الوطن ثالثا. جميل ذلك البيت الشعري العظيم الذي أنشده الشاعر الكبير خير الدين الزركلي: العين بعد فراقها الوطنا لا ساكنا ألفت ولا سكنا وهذا الشاعر السوري الكبير الدكتور عمر أبو ريشة جعل محبة الوطن فوق كل شيء حين قال: لو مثلوا لي موطني وثنا لهممت أعبد ذلك الوثنا إن .. «الاستقرار، والأمن، والأمان، والطمأنينة، والهدوء» .. التي نعيشها في هذا الوطن المبارك هي .. «قيمة» .. لا يعرفها إلا من فقدها. وتلك الأحداث المجنونة التي عاشها هذا الوطن الحبيب وتعيشها المنطقة كلها جعلتنا نزداد حبا وتضحية من أجل الوطن. وفعالياتها أكدت أن الإنسان السعودي متوازن وحكيم. صحيح أننا ارتبكنا في بعض الحالات، ولكن لم نفقد توازننا لأننا نعرف أن حكومتنا قادرة على معالجة الأمور برصانة وحكمة وقوة وحزم. فكنا واقفين صفا واحدا ضد أعداء هذا الوطن. غفل أولئك الإرهابيون والمتآمرون ضدنا أن الحكومة تملك كل مقومات وآليات القوة الشديدة. لم يع أولئك الإرهابيون أن الدولة كالجدار إذا ضرب المرء رأسه في الجدار لا يكسر، ولا ينهار، بل المرء يفج رأسه وتسيل دماؤه فيموت. فالله، الله، الله في الوطن. فليعل الوطن فوق قاماتنا وهاماتنا، وليعل فوق كل شيء. وإذا علا الوطن، علونا في كل حياتنا. ينبغي أن يعي أبناؤنا وشبابنا خطورة وخساسة الدعوات الغوغائية في مواقع الشبكات العالمية أو اللقاءات التلفزيونية الممرضة بهدف إثارة الفتنة والشغب والفوضي في بلادنا. فلا بد أن نستوعب خطورة الفتنة والفوضى والتي عادة ما تقود تداعياتها إلى فساد وإفساد، وإضرار بمصالح المجتمع ووحدة البلاد. لدينا طرق وأساليب كثيرة يمكن لنا من خلالها ممارسة التعبير. ونقر ونصر على ضرورة إجراء الكثير من عمليات الإصلاح ومحاربة الفساد. والمرحلة تتطلب ذلك. وتلك الفوضى تفتح الثغرات للأعداء والكائدين. وتدفع بخروج الغوغاء والأوباش والسفلة والسوقة. إن ثوران الرعاع والدهماء والسفهاء ونحوهم يقود الوطن إلى الهلاك والدمار. إن قوة بلادنا في دوام الاستقرار والائتلاف والتكاتف، خاصة في ظل الظروف والمتغيرات الإقليمية والعالمية والأحداث المحيطة بنا. ادعوا معي أن يحفظ الله هذا الوطن، وأن يبعد عنه الشر، وشر الشر. اللهم احفظ هذا الوطن المبارك. اللهم احفظ هذا الوطن المبارك. اللهم آمنا في أوطاننا. اللهم آمنا في أوطاننا. والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض. * أديب وكاتب سعودي للتواصل: 5366611 البريد: [email protected] الموقع: www.z-kutbi.com