غادر رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما العاصمة الليبية طرابلس بعد زيارة قصيرة التقى خلالها العقيد معمر القذافي وأعلن في ختامها أن الأخير يرغب في هدنة تشمل وقف القصف من جانب حلف شمال الأطلسي (ناتو). وانتقد زوما غارات الناتو واعتبر أنها تعطل الوساطة الأفريقية الجارية من أجل إيجاد مخرج للأزمة الليبية، كما اعتبر أن مجرد طلب الإذن من الحلف لزيارة ليبيا هو أمر يضر بنزاهة الاتحاد الأفريقي. وقد استمرت زيارة زوما لطرابلس عدة ساعات وقالت وسائل إعلام ليبية إن لقاءه بالقذافي جرى في مجمع باب العزيزية، علما بأن القذافي لم يستقبل ضيفه في مطار طرابلس لكن التلفزيون الليبي بث صورا للقاء مثل أول ظهور علني للقذافي منذ 11 مايو الجاري وفق ما تقول وكالة رويترز. وقال زوما لوسائل الإعلام الليبية إن القذافي مستعد لتنفيذ ما جاء في خريطة الطريق التي أقرها الاتحاد الأفريقي لكنه يريد هدنة تقوم على وقف الغارات التي يشنها الناتو، وهو شرط سبق أن رفضه الثوار الليبيون بعد مهمة وساطة سابقة قام بها زوما في ليبيا. ولم تكلل المهمة السابقة لزوما بالنجاح بعد أن تمسك القذافي بالبقاء في السلطة، وقال الثوار إن رحيله شرط مسبق لأي اتفاق لإطلاق النار. وتنص المبادرة الأفريقية على وقف إطلاق النار وفترة انتقالية تفضي إلى انتخابات ديمقراطية، علما بأن زوما أوضح أن تفسير وقف النار يشمل الجميع بما في ذلك الغارات التي يشنها الناتو. وبدأ تحالف دولي حملة عسكرية على نظام القذافي يوم 19 مارس الماضي ثم تولى حلف الأطلسي قيادة هذه الحملة نهاية ذلك الشهر، في حين يؤكد الثوار الذين يشكلوا مجلسا انتقاليا برئاسة مصطفى عبد الجليل أنهم لن يقبلوا أي مفاوضات لا تستند إلى تنحي القذافي لوضع حد للنزاع. وأكد أمين عام الناتو أندرس فوغ راسموسن أمس الاول أن غارات الحلف نجحت في تحقيق تقدم ملحوظ حيث قلصت بشكل كبير “قدرة القذافي على قتل شعبه” معتبرا أن “عهد القذافي المرعب أوشك أن ينتهي” حيث تزداد عزلته داخل ليبيا وخارجها.