أكد أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوج راسموسن أمس أن حملة الحلف العسكرية في ليبيا تحقق أهدافها، وأن حكم الزعيم الليبي معمر القذافي يقترب من النهاية،فيما وصل رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما إلى طرابلس وأجرى محادثات مع القذافي لإيجاد مخرج للأزمة الليبية. وقال راسموسن في منتدى للحلف في فارنا(بلغاريا) أمس "أضعفنا بشكل كبير قدرات القذافي لقتل شعبه. فالحكم الإرهابي للقذافي يقترب من النهاية. أصبح معزولا بشكل كبير في الداخل والخارج. حتى المقربون منه يرحلون أو ينشقون أو يتخلون عنه. وحان الوقت لتنحي القذافي". وكان الحلف أعلن أمس أن طائراته قامت ب 58 طلعة قتالية في ليبيا أول من أمس، وتمكنت من تدمير مقر للتحكم والقيادة قرب العاصمة طرابلس، إضافة إلى اثنين من راجمات الصواريخ أرض جو. وأضاف أن الطلعات استهدفت مواقع عسكرية في مدن سرت، ومزدة، ومصراتة، وهون، والزنتان، والبريقة. وبدوره أعلن التلفزيون الليبي أمس عن مقتل 11 شخصا بغارات للحلف على زليتن غربي مصراتة. وفي بروكسل، قرر وزراء دفاع الناتو عقد مباحثات طارئة في يونيو المقبل لتقييم نتائج الضربات العسكرية ضد ليبيا، وتحديد الخطوات المقبلة. ويستعرض الحلف تقريرا من قائد القوات الموحدة للناتو الجنرال تشارلز بوشار، الذي أكد على ضرورة استمرارالحلف في الضربات الجوية لتحقيق ثلاثة أهداف، أولها وضع حد للهجمات على المدنيين. والهدف الثاني هو العمل على وصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق، فيما يطالب الهدف الثالث بمواصلة الضغط لتهيئة الظروف للتسوية السياسية. إلى ذلك، وصل رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما أمس إلى مطار معيتيقة الليبي حيث استقبله رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي، قبل أن يلتقي القذافي. والزيارة هي الثانية التي يقوم بها إلى ليبيا منذ بداية الصراع لمحاولة التوصل نيابة عن الاتحاد الأفريقي إلى وقف لإطلاق النار. ولم تحقق زيارة زوما السابقة نجاحا يذكر حيث رفض القذافي التخلي عن السلطة، فيما قالت المعارضة إن رحيل القذافي شرط مسبق لأي اتفاق هدنة. وتزامن ذلك مع تأكيد مسؤول الإعلام في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود شمام أن ثمانية ضباط ليبيين بينهم أربعة برتبة عميد انشقوا عن النظام، وانضموا للثورة. وأضاف أن الضباط الثمانية "موجودون حاليا في روما بعد أن خرجوا من ليبيا عبر تونس. وفي جنيف، نددت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس ب "وحشية" قمع المتظاهرين في ليبيا. وأضافت أن "وحشية الإجراءات التي اتخذتها حكومة ليبيا وحجمها تثير صدمة كبيرة من حيث ازدرائها لحقوق الإنسان الأساسية". من جهة أخرى، نقلت الحكومة الكورية الجنوبية سفارتها في طرابلس مؤقتاً إلى مدينة جربا التونسية. وفي القاهرة، بدأت أمس أعمال الاجتماع التنسيقي التشاوري بين كبار المسؤولين في المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة الليبية، وذلك في إطار تنسيق الجهود وتضافرها بين هذه المنظمات لإيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا. ويشارك في الاجتماع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بليبيا عبدالإله الخطيب، وكبار المسؤولين في الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والأممالمتحدة.