الحمد لله، انتهينا من معركة قيادة المرأة للسيارة، وكل المتعاركين حول تلك القضية قد أبلى بلاء حسنا، ولم يغادر أي منا ساحة العراك إلا بعد أن ثلم سيفه أو كسر رمحه أو تجندل من على خيله أو بح صوته وهو ينادي على المناصرين بضرورة (التراص) والتماسك وأن لا يأتي الخصوم من قبل أحدهم، وبعضنا خاض غمار الوغى مرتجزا على طريقة عنترة بن شداد: وددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم في حين أنه لم تكن هناك (أي متبسمة) وهي تشاهد التساقط المتتابع لمناصريها إلا أن الارتجاز مكنها من سماع ما قاله يزيد عن النرجس والعناب والبرد ليطيب خاطرها بأنها (لن تغادر خدرها حية) بل ستبقى مستودعا مصانا. وفي تلك المعركة غضب أحد المرتجزين غضبا شديدا من عنترة ومعلقته التي لم تحتو على مفردة واحدة لها علاقة بالسيارة ولذلك استخدم (فرملته) الخاصة حين انقشعت سحب الغبار وأبانت المجندلين والغارقين في (حججهم) وانبرى بعضنا مهونا نتيجة المعركة بأنها (كر وفر) وأن الأيام حبلى على شاكلة (يوم لك ويوم عليك).. ولم يطل هذا التنبؤ إذ نشمر الآن عن السواعد لخوض غمار حرب ثالثة، فبعد أن انتهت معركة قيادة المرأة للسيارة بهزيمة ساحقة للمنادين بهذا الحق، كما انتهت قبلها معركة (الكاشيرات) بتوزيع مناديل وعودة النساء إلى خدورهن مصونات عفيفات وليأكلن (الهواء) إن لم يجدن في بيوتهن شيئا يؤكل، فحري بالحرة أن تموت جوعا على أن تخرج بحثا عن عمل يقيها الفاقة أو العوز، فالحرة لا تأكل (بعملها).. وقبل أن يستعيد المتحاربون هدوءهم ويأخذوا قسطا من الراحة إذ بساحة المعركة الثالثة تتهيأ وتفرش بالرمل الناعم. وستتنادى الجموع ويعود المغوار والباسل وابن جلا وطويل العماد والمدبر والمقبل والمطعون والطاعن فراية الحرب قد رفعت وهي (كر وفر)، فمن فر يمني نفسه باستعادة قليل من الهيبة ومن (كر) يمني نفسه بالقضاء على راية (المرأة) في كل موطن. وفي كل هذا الخضم هناك من سئم من هذه الحروب الورقية التي (توقع) نتيجتها قبل التحام (الحجج) ويتمنى أن ينتقل إلى ملاعب كرة القدم ويحضر معاركهم، وربما يرغب في مساندة فريق الوحدة (كون حروبه مكتوبا عليها الهزيمة) لكن المتاجر بالحناء يجد الأحزان أمامه، ففي الملاعب أيضا تتهيأ معركة حاسمة رايتها المرأة أيضا ولأنها (معركة محزنة) ولم ترفع رايتها بعد إلا أنها ستكون المعركة القادمة وهي ضرورة مشاركة المرأة في البطولات الأولمبية وإلا حرمان الدولة من دخول المنافسات الأولمبية مدى الحياة.. لذلك فأنا ألقيت سيفي وانتقلت إلى مدرجات الملاعب الكروية صائحا بالاتحاد السعودي ومناصرا لنادي الوحدة ومشاركا رئيسها جمال تونسي في جملته القاصمة: (قصوا رقبتي إن كنت على خطأ). [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة