لا يشغل أهالي قرى الحرث والخوبة منذ العام الماضي وحتى اليوم إلا العودة إلى منازلهم ومزارعهم في القرى التي تصنف على أنها بعيدة عن المناطق الحدودية، فالمنازل التي يقولون إنهم دفعوا فيها مبالغ كبيرة أصبحوا محرومين منها، والمزارع تموت من العطش، وينتظر الأهالي أن تسمح لهم الجهات ذات الاختصاص بالعودة بعد الانتهاء من حصر المنازل والمزارع. وتمتد معاناة أهالي تلك القرى إلى مرمى السعدية الذي يشكل خطرا على صحتهم، ناهيك عن مستشفى الموسم والعارضة والذي ما زال غير قادر بحسب رأيهم على تقديم الرعاية الصحية للمرضى، ويقول أهالي الطوال إنهم ينتظرون التعويضات لبعض الأراضي المنزوعة لصالح المنفذ الحدودي، مؤكدين أنهم لم يحصلوا على هذه المبالغ رغم مضي عدد من السنوات. ويشتكي أهالي قرى الحرث من أن قراهم تحولت إلى مرتع للمتخلفين الذين يقولون إنهم يسرقون الأثاث والمولدات الكهربائية منها، متطلعين إلى تحديد وقت معين للعودة إلى تلك القرى التي تقع خارج السياج الحدودي، ومطالبين جهات الاختصاص بتسريع عودتهم إلى قراهم. حوادث الغرق التي تعرض لها عدد من الأطفال في العارضة وقرية مزهرة والقفل وبعض القرى الحدودية، كشفت عن غياب تام لتطبيق العقوبات من قبل الجهات على الكثير من الشركات التي تعرض أرواح السكان للخطر، فأطفال قرية مزهرة الثلاثة ذهبوا ضحية خطأ تقادفته الطرق والشركة التي تركت الحفرة لتلتهم الضحايا، وهذا ما أكده يحيى حكمي بأن الأودية على امتداد القرى الجبلية وبعض الأودية مصائد للسكان، فالشركات تأخذ حاجتها من الأتربة والصخور، لكنها تترك الحفريات مفتوحة لتلتهم الأطفال، حيث تصبح مكانا لتجمع المياه. وتشكل مياه الأمطار أضرارا كبيرة لسكان قرى الطوال، إذ تتسبب في تلف السيارات، حيث تتجمع مياه الأمطار في عدد من المواقع وتملأ الشوارع والطرقات وتنذر بانتشار الأمراض والبعوض والأوبئة، ويجد المواطنون صعوبة في الوصول للمسجد لأداء الصلاة نظرا لوجود المياه المختلطة بمياه الصرف الصحي، لكن معاناة السكان مع الطرق الوعرة مازالت قائمة وتقابلها معاناة نقص المياه في قرى القفل والخوبة ويطالب سكانها بتوفيرها. تعويضات مؤجلة قبل بضع سنوات نزعت عدد من أراضي المواطنين في مركز الطوال والموسم لصالح المنفذ الحدودي بعد الاتفاقيات السابقة، ووعدت الجهات ذات الاختصاص المواطنين بصرف التعويضات المجزية لهم في أسرع وقت، لكنهم لازالوا ينتظرون صرف مستحقاتهم التي يقولون إنه طال انتظارها دون صرفها للاستفادة منها، مؤكدين حاجتهم لها كونها ستنهي معاناتهم مع قلة المساكن التي يعانون منها. مستشفيات بلا خدمات لا أحد يعرف أسباب كثرة الأخطاء الطبية في مستشفيات منطقة جازان، وقد تكون الأبرز بين مستشفيات المملكة، ولعل المستشفيات الطرفية هي الأبرز في الأخطاء بعد مستشفى صبيا العام، حيث لازالت الفتاة التي أدخلت لعملية زائدة وخرجت جثة هامدة حديث المجالس في مركز الطوال، ومع ذلك لم تتحرك الشؤون الصحية لتوفير خدمات طبية مناسبة لسكان المناطق الجبلية رغم المطالبات على حد قول علي الحريصي والذي استغرب تدني الخدمات الطبية، لافتا إلى أن المدينة الطبية ماتت قبل أن تولد على طريق صبيا. مرمى السعدية أجبر مرمى السعدية، الذي أصبح ينقل الأمراض ويلوث الهواء بسبب حرق النفايات وانتشار الروائح، السكان على البقاء في منازلهم وحرمانهم من الخروج والتنزه. وفيما طالب السكان البلدية بإعادة النظر في المرمى ونقله إلى مكان بعيد لحمايتهم من الخطر كشفت ل «عكاظ» مصادر عن تشكيل لجان للوقوف على المرمى، مشيرة إلى أن هذه اللجان غير قادرة على تحويله ونقله إلى منطقة بعيدة تنهي معاناة السكان. تصاريح ممنوعة مشكلة عدم البناء واستخراج التصاريح تواجه أهالي الشريط الحدودي من الطوال وحتى الريث، ما تسبب في زيادة معاناتهم ولكن حرمان أهالي قرى الطوال من استخراج تصاريح البناء انعكس عليهم، يقول حسن محمد: أصبحنا غير قادرين على الاستفادة من قروض صندوق التنمية العقاري وذلك بعد رفض البلدية استخراج تصاريح بحجة أن البناء ممنوع على المناطق الحدودية. رايغة نخلان لايزال أهالي قرية رايغة نخلان ينتظرون التدخل لإنهاء معاناتهم مع الطريق الذي لا يتجاوز طوله ثلاثة كيلو مترات، وذلك بعد مراجعات متعددة لكل من البلدية والطرق، وبين الأهالي أن قريتهم أصبحت في وضع خطر بعد أن غابت عنها الطرق، مطالبين بوضع إشارات لتنبيه المسافرين، ويحلمون بتوفير المياه والسفلتة التي ستنهي معاناتهم اليومية.