يعاني أهالي قرى قُرى "مركز الخشل" في "منطقة الخوبة الحدودية" -جنوب المملكة- من عدم توفر وسائل تنقل أبنائهم إلى مدارسهم، ممن يدرسون في المرحلتين المتوسطة والثانوية للبنين والبنات، وذلك لعدم وجود مدارس لتلك المراحل في كافة ال60 قرية التي عاد إليها المواطنون عقب العمليات العسكرية لتطهير الحد الجنوبي، مما حدا بأولياء أمور الطلاب الذين أنهوا دراستهم الابتدائية بتأجيل التسجيل في المرحلة المتوسطة إلى حين توفير مدارس قريبة من قُراهم، بدلاً من التنقلات الاجتهادية لأبنائهم والتي قد تعرضهم للخطر. وتشمل القرى الذين يعانون من عدم توفر مدارس متوسطة وثانوية قريبة كل من "بحرية"، "السلب"، "اللوي"، "سودي سيال"، "المتلاصق"، "المقلوع"، "مخشوشة"، "أبو الكثاث"، "المجرد"، "الزبره"، "السلباء"، "مركوزه"، "المديرا"، "أبو السيالة"، "المعطن"، "القراعتين الشمالية والجنوبية"، "الكربوس"، "ترابه"، "أم الشعنون"، "العطفة"، "أم الموقد"، و"المفرق"، مما جعل الطلاب والطالبات يكتفون بشهادة المرحلة الابتدائية، ملغين فكرة إكمال دراستهم، بسبب عدم توفر وسائل نقل، فضلاً عن أنها إذا توفرت تعرضهم لخطر بالغ، نظراً لطول مسافة الطريق ووعورته، ومروره بمجاري السيول قبل الوصول إلى أقرب المحافظات منهم وهي "المسارحة" و"العارضة" و"أبو عريش" و"صامطة". "الرياض" رافقت أبناء قُرى "الخشل" في معاناتهم أثناء ذهاب بعض الطلاب الذي فضلوا إكمال دراستهم رغم بُعد وخطر الطريق. مخاطر صباحية في البداية، تحدث عدد من أهالي القُرى عن معاناتهم مع أبنائهم الذين يدرسون في المرحلتين المتوسطة والابتدائية، مؤكدين أن أبنائهم قبل عامين يدرسون في مجمع مدارس الخشل القريب من قرية "بحرية"، إلاّ أنه لم تستأنف فيه الدراسة حتى الآن رغم عودة الأهالي، مما اضطرهم إلى نقل أبنائهم للدراسة في قُرى تَبعد 30 كم، وتقطع خلالها أودية ومنعطفات خطيرة، ومجاري للسيول، مطالبين "إدارة التربية والتعليم في جازان" بالنظر في حل يكفل لأبنائهم أبسط حقوقهم وهو التعليم، مبدين امتعاضهم من مرور الوقت وفوات الدراسة على أبنائهم دون أن يجدوا حلاً مؤقتاً ينهي معاناتهم، وإذا كانت الأمور ستسير على ما هي عليه الآن يتم سفلتة الطرق الوعرة بين القرى وربطها ببعض، وإنشاء سياج حديدي على أطراف الطريق، منوهين أن الطريق لن يفيد الطلاب فحسب؛ وإنما سيعود بالنفع على جميع الأهالي، لا سيما إذا أرادوا الذهاب إلى مستشفى في محافظة أخرى، كون مستشفى "الخوبة" مغلق منذ ست سنوات.! واستغربوا سر انتظار إدارة التربية والتعليم وأمانة المنطقة وفرع وزارة النقل ووزارة المياه والكهرباء والشئون الصحية، في ظل حاجة مواطنين القرى إلى الخدمات الأساسية اللازمة للعيش، كاشفين أن هناك أسراً عديدة فضلت عدم العودة إلى قُراهم؛ لحرصهم على تعليم أبنائهم بما يضمن سلامتهم وراحتهم، رغم انقطاع بدل الإعاشة والسكن الذي كان يُصرف أثناء خروجهم من قراهم، رافضين مجاراة حنينهم بالعودة إلى ديارهم. مسؤولو التربية في المنطقة ينتظرون نتائج «التصور المناسب».. والمباني المؤقتة أفضل الحلول معنويات محبطة وأكد عدد من طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية على أنهم يتكبدون معاناة يومية في الذهاب إلى مدارسهم في المحافظات المجاورة، حيث أنهم يصلون متأخرين عن الحصة الأولى؛ رغم خروجهم من منازلهم أثناء آذان الفجر، وذلك بسبب وعورة الطريق وأعطال السير والمركبة، مشيرين إلى أن ذلك يقلّل من عزيمتهم نحو مواصلة تعليمهم. معاناة الأمطار وأوضح "يحيى عوف" -شيخ قرية بحرية- أن معاناة الأهالي تزداد في موسم الأمطار، حيث لا تستطيع السيارات السير مع الطرقات الوعرة ومجاري السيول، مما يضطر البعض لقضاء حوائجهم سيراً على الأقدام، مشيراً إلى أن القرية تحتوي مدرستين ابتدائيتين للبنين وللبنات فقط. وضع التصورات وأكد "شجاع بن ذعار القحطاني" -مدير عام تعليم جازان- على أن عدد من المدارس الواقعة على الشريط الحدودي تم نقلها نتيجة للأحداث مع المتسللين من دولة اليمن، كاشفاً أنهم تلقوا طلب إفادة من أمارة المنطقة عن القرى الحدودية المشتملة على الخدمات التعليمية، والمتوقع عدم إعادة سكانها لكونها تقع في الحرم الحدودي وعددها 15 قرية، وبناء عليه تمت مخاطبة معالي نائب وزير التربية والتعليم للإفادة منها في المنطقة، خاصةً القرى التي يتوقع أن تشهد عودة جميع أهاليها، والتي تقع خارج نطاق الحرم الحدودي إلى القرى القريبة منها لارتباط السكان بعضهم ببعض، مشيراً إلى أنهم أعدوا تقريراً لإدارة التخطيط المدرسيً يتضمن بيانات ومعلومات عن القرى وأعداد الطلاب والطالبات والمسافات وأنواع الطرق، وتم توزيع المراحل الدراسية خارج نطاق الحرم الحدودي؛ ليتم الإفادة منها في المواقع التي بها كثافة طلابية، ومن ضمنها قرية السلب، والآن هم في طور إعداد التصور المناسب؛ ليتم على ضوئه استكمال الإجراءات اللازمة، مؤكداً على أنهم وجهوا إدارة خدمات الطلاب للعمل على توفير وسائل نقل لهم، وستتم متابعة ذلك مع الإدارات المعنية، وفق ما تقتضيه التعليمات والضوابط مبانٍ مؤقتة وطالب "علي الجريبي" - رئيس مركز الخشل- بالإفادة من المدارس في القرى التي عاد سكانها، مشيراً إلى أنه تباحث مع قسم التخطيط المدرسي بإدارة التربية والتعليم في منطقة جازان، وتوصلوا إلى البحث حالياً عن موقع مناسب يتم نقل مدارس "الخشل" له في مباني مؤقتة حتى يتم إنشاء مباني حكومية للمراحل الدراسية للبنين والبنات، مؤكداً على أنهم بدأوا في البحث عن أراضي حكومية غرب وادي "سيال" لإنشاء المشاريع التعليمية عليها. إنشاء طرق وأوضح "عبدالله بن جابر العلياني" -رئيس بلدية الخوبة- أنهم بصدد اتخاذ خطوات تطويرية لتنمية قرى الخشل، حيث تم تحويل المشاريع القديمة المعتمدة، والقرى التي عزلت بالسياج الأمني وتحويلها للقرى الغربية للاستفادة منها، مبينناً أن السفلتة والإنارة في الطريق بين قُرى مخشوشة، المقلوع، المجرد، بحرية، أبو الكثاث، وأبو السيالة تمت ترسيتها وتسليمها للشركة المنفذة، إلى جانب تنفيذ وصلة تربط بين طريق "المعطن" و"الخشل" المفصول بالسياج الأمني، حتى يتصل بطريق "الخوبة" و"العارضة" القديم بمبلغ يفوق 22 مليون ريال، ومدة تنفيذ المشروع 12 شهراً، كما سيتم تنفيذ طريق آخر يربط قرية "السلب" بقرية "بحرية" من الجهة الشمالية لوادي "الدحن" بحيث يكون طريق دائري لأكثر من قرية، والمشروع الأخير بانتظار إنهاء إجراءاته لدى الأمانة. ربط القُرى وقال "م.ناصر الحازمي" -مدير فرع وزارة النقل بجازان- أنهم أنجزوا أعمال السفلته في عدد تسع وصلات تقع في قرى "الخشل"، مبيناً أن ترسية أعمال الوصلات تم توقيعه على إحدى الشركات في شهر رمضان الماضي. وبيّن "م.سلطان بن يحي معدي" -رئيس قسم المشروعات بالخوبة- أنهم يخططون لمشروعات جديدة في ميزانية هذا العام لتنمية قرى "الخشل" و"الخوبة" بأكثر من 40 مليون ريال، سيخضعونها لمزيد من الدراسة.