إن الصبر هو الحصن المنيع الذي لا يدخله الأعداء، والجبهة التي لا ينفذها سهم ولا يلجها نبل! ولنا في الكثير من القدوات الذين ضربوا أروع الأمثلة في الصبر ومنهم نبينا آدم عندما فارق الجنة فصبر ونوح يصبر على مفارقة الولد وإبراهيم يصبر في مقام ذبح الابن ويعقوب يصبر على فراق يوسف وأيوب يصبر على المرض وموسى يصبر على أذى الطاغية فرعون وسليمان يصبر على فتنة الملك وعيسى يصبر على الفقر عليهم الصلاة والسلام، وهذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أصبر الناس جميعا قد عاصر جميع أنواع الصبر ففاز بالأفضلية والجوائز الربانية. وأيضا لقد سجن أحمد ابن حنبل فصبر فأصبح إمام أهل السنة رحمه الله، وسجن ابن تيميه فصبر فكان علم الأمة. ومع ما لقيه هؤلاء القدوات إلا أنهم صبروا على الدعوة إلى الله تعالى ومضوا في طريقها حتى أتم الله لهم ما يريدون، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين». أخي إذا كنت ذا صبر فلا عليك من عدو وعتاده ولا عليك من ناره وزناده بل تلق الخطوب وأنت صلد وصارع النكبات الدهم وأنت مبتسم وردد من أعماقك: تنكر لي خصمي ولم يدر أنني أعز، وأحداث الزمان تهون وبات يريني الخصم كيف اعتداؤه وبت أريه الصبر كيف يكون ملفي محمد هادي القحطاني