شدد المشاركون في ملتقى درب زبيدة الثقافي في عرعر الذي يختتم اليوم، على ضرورة الاهتمام بالدرب، مبينين أنه ذو قيمة تاريخية كبيرة. واستعرض الدكتور سلطان القحطاني في الجلسة الأولى للملتقى القيمة التاريخية لدرب زبيدة، مستحضرا المصطلحات التي كانت تستخدم من قبل من عملوا في درب زبيدة، وقال: «اهتمت السيدة زبيدة بالمياه والمحطات والاستراحات والأهم التنمية العامة، موضحا أن الطريق يمر في المناطق الرعوية والقروية والمدنية، مبينا أن الطريق يساهم بالإنعاش الاقتصادي لما يمر به. وأكد القحطاني أن ابن جبير والزركلي تحدثوا عن زبيدة ، وكذلك مقتل ابنها على يد أخيه ، فقالت الحمد لله الذي أعطاني بدلا عنه، وهذا دليل على أنها امرأة جبارة، وبذلك فإنه لايستغرب عليها قيامها بعمل جبار يتمثل في درب زبيدة. وطالب الدكتور القحطاني عبر طرحه الجهات المعينة بالاهتمام بهذه الآثار وصيانتها وإنشاء طرق حديثة تربط بين هذه المحطات وتسهل سبل التجارة والحج وتشجيع الزراعة، ووضع معالم تاريخية لأسماء الخلفاء والملوك على كل محطة وكل من ساهم في تخليد هذا الطريق وفي مقدمتهم السيدة زبيدة بنت جعفر. من جانبه، سلط هزاع الشمري الباحث في التاريخ والأدب، الضوء على تاريخ زبيدة بنت جعفر منذ ولادتها موضحا أنها فقدت أباها وعمرها خمس سنوات، وأن الذي رباها جدها أبو جعفر وهو الذي أطلق عليها زبيدة (تصغير زبدة) وعندما توفي أبو جعفر فقدت الشابة وإليها فعادت إلى كنف عمها، والذي زوجها من ابن عمها هارون الرشيد وعمرها عشرين عاما، وقال اشتهرت بالأدب والشعر والأخلاق والجمال، وقال إن التاريخ عندما يأتي لذكر زبيدة فإنه يطأطئ الرأس. وشهدت الجلسات مداخلات أبرزها لصالح العوض الذي تمنى أن يكون لدرب زبيدة مهرجان على غرار مهرجان الجنادرية، وقال إنه وقف على مناطق يمر بها الدرب وهناك معالم واضحة فيه، وقال فيما يظهر لي أن درب زبيدة ليس دربا واحدا وهناك دروب أخرى تبتعد كثيرا عن هذا الدرب المرسوم في الخارطة بدليل أن هناك برك أخرى تقع جنوبي محافظة الرس بحوال 100 كلم، ولها صور عندي، إذن.. ليس درب زبيدة هو المحصور في المنطقة الشمالية وربما أنه لأهل الشام فقط وأخرى لغيرهم. واتفق الأدباء والمؤرخون أن بعض المواقع الأثرية لا تحظى بالاهتمام مستدلين بالأخدود في نجران ومدائن صالح وكتابات في عسير لم تفك رموزها حتى الآن. وأضح الدكتورعبدا لله غريب، في مداخله على شكل سؤال، أن التاريخ لايغفر ولا يرحم، والدرب بحث من قبل مؤرخين كثر، وكنت أتمنى أن نقف على هذا العلم الجميل من حيث مكانة زبيدة في عهدها وليس وصفا لسيرتها الذاتية كونها ابنة أبي جعفر وزوجة هارون الرشيد، وزبيدة ماتت وهي ليست غنية، وكنت أتمنى أن نسمع شيئا جديدا يضيف إلى تاريخ زبيدة. وفي سياق متصل أشار الدكتور عمر أبو رزيزة، إلى أن الدرب ذا أبعاد كثيرة، والدراسات التي أطلع عليها دراسات تاريخية بحتة، وتحدث عن الدقة الهندسية باختيار أماكن المحطات وطريقة سحب الماء من الوادي، مبينا أن هذا لم يدرس بعد.