شيع أبناء مكة عصر أمس الأديب والناقد عبدالله عبدالجبار عن عمر يناهز 94 عاما، بعد الصلاة عليه في المسجد الحرام ودفنه في مقابر المعلاة في مكة. وتلقى الأدباء والمثقفون وأبناء مكة النبأ ببالغ الأسى والحزن على فراق علم من أعلام أم القرى، الذي ولد فيها عام 1336ه، في منزل من أسرة «آل عبدالجبار» المكية المعروفة في حي سوق الليل المجاور للمسجد الحرام وشعب علي بني هاشم، والتحق بداية حياته العملية ما قبل سن المدرسة بكتاب الفقيهة جواهر بنت عبدالهادي الفقيه. وللراحل دوره التربوي والتنويري الرائد في الفترة التي قضاها في التعليم، وتخريج أفواج الطلائع من طلاب مرحلة إدارة البعثات العلمية في مصر، حيث كان يتولى توجيه طلابه إلى التخصصات والكليات، ويعمل على تهيئة وتمهيد السبل للمبرزين نحو الدراسات العليا لتزويد الوطن بذوي المؤهلات العالية في وقت مبكر. وكان الراحل عبدالله عبدالجبار رائدا في التربية والتعليم والأدب والبحث الأدبي المنهجي، فقد أدخل لأول مرة طريقة تدريس المحفوظات المعروفة بطريقة المحو والإثبات، مشجعا طلابه في التربية العملية على تجربتها، كما سلك أحدث أساليب التحليل الأدبي وتذوق النصوص في تدريس مادة الأدب، ونهض بالإشراف على المسامرات الأدبية الشهيرة في النشاط الثقافي لطلاب المعهدين في قلعة جبل هندي، وكان ميدانا للأصوات الأدبية الرائدة في التعليم المدرسي في المملكة مطلع النهضة التعليمية وانبثق منها النشاط المسرحي بجهوده الرائدة. وقد بادرت إدارة التربية والتعليم في مكةالمكرمة عام 1424ه بتكريمه كأحد رواد التربية والتعليم، وأبرز مفكري الأدب في المملكة، وأصدر كتابا حوله بعنوان «عبدالله عبدالجبار.. المربي والمفكر والأديب الناقد» في 198 صفحة، تضمن شهادات وقراءات بأقلام زملائه وأصدقائه وعارفيه وتلاميذه ومحبيه. وقال عنه الدكتور عبدالعزيز الخويطر في الكتاب: «كان عملاقا في حسن الخلق، حدب على المحتاج إلى العطف والمواساة، عالما محققا متبصرا مدققا، لم يسمع منه أحد في أحد إلا كلمة خير من عرفه حق المعرفة أحبه، أبي لا يساوم على الخلق الكريم والعادات الأصيلة».