(1) رحماك ربي فقد راعني ما سمعت اليوم غيب الثرى المكي شيخ النقاد وأستاذ الأجيال» الرمز الأديب المربي الكبير عبدالله عبدالجبار!! حينها تذكر قول الشاعر: غاب عنا بوجهه السمح نور أين من فيض نوره النيران فتعصى الكلام وامتنع الشعر فنهر الدموع.. كالطوفان اين منين البيان أغمس فيه ريشة الفن «وردة كالدهان» أي رزء جديد طبق الكون أحال الوجود كالبركان فإذا الأفق لوحة من سواد وإذا الجو لجة من دخان يشهق العصر بالتنهد حزناً ويئن التاريخ بالأحزان (1) وهنا استرجع وأحوقل داعياً بالرحمة والمغفرة للفقيد والصبر والسلوان للأهل والاخوان، وحسن المواساة والعزاء لرفقاء الدرب والمحبين وأهل الثقافة والأدب في بلادنا والعالم العربي فهو بحق فقيد الأدب والثقافة في العالم العربي!! *** (2) عبدالله عبدالجبار: ثنائي الاسم، ورمزية الفعل، وشهرة غطت الأقطار إذا قبل من هو؟! قيل المربي.. والمفكر.. والأديب الناقد، الرائد في النقد الممنهج والقلم في التعليم، والقائد في الإدارة والإنسان في كل شيء. عبدالله عبدالجبار: كاريزما ثقافية إبداعية، منذ توهجت أصابعه بمداد المعرفة، وعقله بوهج الاطلاع والمثاقفة، وحياته بالمبادرات والأولويات الفكرية. يذكرنا معاصروه وعارفو فضله وأولوياته أنه صاحب النظرية القرائية - التدريسية (المحو والاثبات). وأنه راعي الأسلوب الأدبي في تحليل النصوص وتذوقها. وأنه المبادر إلى «ندوة المسامرات» في المعهد السعودي بمكة. وأنه.. وأنه.. إلخ هذه الكيانات الثقافية التي رادها وأسس لها (رحمه الله). (3) عبدالله عبدالجبار: يكفي ان يقف النقاد والدارسون، ومتذوقو الأدب عند إبداعه المتميز الذي أعتقد أنه لا ثاني له، كتاب: التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية، الذي صدر في فترة مبكرة من تاريخ النقد السعودي عام 1959م والذي يعتبر كتاباً ريادياً في موضوعه وأسلوبه ومنحاه النقدي الحديث. ولعل إنجازاته وكتبه ومحاضراته ومقالاته أكبر دليل على هذه الكاريزما الثقافية، بل هي دليل على نبوغه ومجده ودوره التنويري في الثقافة السعودية والعربية بوجه عام فقد نذر نفسه وجهده وعالمه ووقته للفكر الحر والرأي المستنير وبثه بين طلابه وأصحابه ومريديه حتى وهو على فراش المرض والعزلة والبعد عن الناس!! *** (4) عبدالله عبدالجبار: رحمك الله.. ومعذرة إليك.. فلم ننصفك حياً ولم نسع إليك إلاّ من خلال كتبك وإرثك الثقافي فقد تتلمذت عليه وشعرت بقيمته في تكويني الثقافي والمعرفي ولكني سعيد جداً بأن منا من قدم عنك ولك ولنا هذا السفر الأدبي الذي يزين مكتباتنا: المجموعة الكاملة لأعمال المفكر والأديب والناقد الأستاذ عبدالله عبدالجبار، وهما الأستاذان الفاضلان محمد سعيد طيب وعبدالله فراج الشريف، ولهما مني الدعاء بالخير الجزيل على ما قدماه لتراث أستاذنا عبدالله عبدالجبار من الحفظ والتوثيق!! رحم الله أستاذنا الناقد الرائد عبدالله أحمد عبدالجبار وأسكنه فسيح جناته. وإنا لله وإنا إليه راجعون،،، * عضو النادي الأدبي الثقافي بجدة