تعزيز أمن الخليج يبدأ بتعزيز الجبهة الوطنية الداخلية، فالطائفية والمذهبية والقبلية تعد ألغاما ومن أبرز أدوات الانقسامات الداخلية في الأجل القصير التي تسهل للقوى الخارجية التربص بمثل هذه الملفات التي بالإمكان احتواؤها والتخفيف من مخاطرها على استقرار الخليج. إن تخفيف الاحتقان الطائفي يبدأ بعدم إذكاء أسباب الطائفية والتفرقة حفاظا على الوحدة الوطنية وهي الأهم والأولى ليشعر الجميع بالانتماء إلى الوطن، وهي نقطة بالغة الأهمية في صناعة الانتماء التي تعد مكونا هاما جدا في معادلة الاستقرار، إضافة إلى تعزيز دور المواطنة من خلال رسم خطط إصلاح وتنمية وطنية متوازية ومكافحة الفساد المستشري يشعر من خلالها الجميع وبشكل عاجل بنتاج هذه السياسات الوطنية التي تأخذ بعين الاعتبار توفير الخدمات بشكل مناسب، فوجود المخصصات والوفرات المالية دون التأكد من تنفيذ المشاريع أو التنفيذ غير المتقن قد لا يولد الرضا لدى المواطن ويصنع ولاءه وانتماءه، وبدور تفعيل مثل هذه السياسات أن تساهم في التقليل من فرص الاختراقات الخارجية. إن التحدي الذي تعيشه الكثير من الدول العربية اليوم هو تحد داخلي بدرجة أولى وليس خارجيا. فوجود الشباب والشابات خارج النسق الطبيعي لهم وهو سوق العمل، وعمل أجهزة القطاع العام ووزارات العمل تحديدا بالسائد والمألوف في ممارسات العمل والحلول الموضعية ساهم بشكل كبير في إفراز التحديات التي واجهتها وتواجهها بعض الدول العربية إضافة إلى عوامل أخرى لا يتسع المجال لذكرها، وليس هذا المهم، المهم الآن هو تفعيل دور الشباب في التنمية في دول مجلس التعاون وتطوير مراكز للابتكارات النوعية والإبداع وتوفير القنوات التي تساهم في ضخها في الاقتصادات الخليجية كمنتجات منافسة خلال العقد أو العقدين القادمين ما يوفر مزايا تنافسية اقتصادية في المنطقة إضافة إلى وجود الوفرات النفطية والغاز وبالتالي قدرة أكبر على الاستقرار والمنافسة العالمية بدلا من بحث سبل الاستقرار قصيرة الأجل. إن من أبرز تحديات الاستقرار والتي ستكون مفصلية مستقبلا هو مدى رضا المواطنين عن الخدمات التي يقدمها القطاع العام في كل دولة من دول المجلس ما يعني أن تطوير أدوات التنمية في دول المجلس سيساهم في دعم الاستقرار، فاستيراد السلاح المتطور وحده لا يكفي لصناعة استقرار دائم، بل تحقيق تنمية مستدامة وتعزيز المواطنة سيكونان الفيصل في تحديات الحاضر والمستقبل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة