لا تزال جدة باقية على حالها، أسيرة الحفر الوعائية ورداءة السفلتة، تعاني الاختناقات المرورية التي أجبرت الكثيرين على الاستغناء عن سياراتهم واستخدام الليموزين وباصات «خط البلدة» لتلافي طول الانتظار أمام الإشارات. يقول حامد الغامدي «أتمنى أن أجد مكانا في جدة مستثنى من هذه المأساة، فما إن تتجه إلى متنزه، أو شارع تعتقد بأنه الأرقى، أو جهة ترى بأنها الأفضل، إلا وتجد الحفر في انتظارك وكأن القدر ساقك لأن تأخذ نصيبك من أضرارها». وأضاف «هذا المنظر لا يليق بجدة التي عرفناها عروسا تضاهي أجمل المدن العالمية من حيث الخدمات، المدن تتقدم في التنمية وجدة تسجل تراجعا مخيفا، ولا ندري ما هي الأسباب». وأوضح عبدالهادي الحربي أنه كان بإمكان أي شخص قضاء أكثر من أربعة مشاوير خلال ساعة واحدة، إلا أن ذلك بات مستحيلا نتيجة الحفر التي جعلت منظر تراكم السيارات في الشوارع منظرا مألوفا في ظل غياب التنظيم المروري وبطء العمل في المشاريع الجاري تنفيذها، مضيفا «قد نتحمل كسكان في جدة هذه المعاناة، لكن المؤلم أن تكدر هذه الحفر التي تسببت في الربكة المرورية صفو تمتع القادمين بإجازاتهم». يوسف علام مهندس أجهزة إلكترونية كان يراقب حديثنا مع بعض المواطنين فجاء حديثه مفاجئا وعفويا، موضحا أن معاناته تختلف عن غيره وتتمثل في أن الزحام المروري يناصفه رزقه، فهو يتوجه لتوصيل المشتريات للعملاء لقاء نسبة تؤمن له دخلا يوميا متواضعا، إلا أن الزحام بدأ يقلص دورة عمله وبالتالي يتأثر دخله اليومي. وعبر المعتصم بالله خليل من سكان طريق مكة القديم، عن أسفه الشديد بسبب لجوء بعض قائدي السيارات إلى استخدام أرصفة المشاة للهروب من زحمة السير، مرجعا الأسباب إلى تأخر تنفيذ المشاريع التي بقيت على حالها سنوات طويلة. من جهته، أوضح ل«عكاظ» مدير مرور محافظة جدة العميد محمد حسن القحطاني، أن تنسيقا مستمرا بين المرور والمعنيين في أمانة جدة لتحسين أوضاع الطرق والمحاور، وإيجاد الحلول المناسبة لتخفيف الاختناقات المرورية على شبكة الطرق، مشيرا إلى أن إنشاء الطرق من اختصاصات وزارتي النقل والشؤون البلدية، ولخص العميد القحطاني مسؤولية المرور في الدور الرقابي والتنفيذي لتطبيق أنظمة وتعليمات السلامة التي تكفل أمن مستخدمي الطرق وتقيهم مخاطر التعرض لحوادث السير.