تشهد شوارع وميادين محافظة جدة حاليا اختناقات مرورية وربكة في حركة السير، ما أثر بشكل ملحوظ على تنقلات المواطنين والمقيمين داخل المدينة، خصوصا أثناء توجه الطلاب إلى المدارس أو أثناء انصرافهم. وأسهمت مشاريع البنى التحتية المنفذة حاليا كالجسور والأنفاق في الشوارع والميادين المحورية في المشكلة التي تعاني منها المدينة حاليا، وتعالت معها الأصوات المنتقدة لأداء الأجهزة المعنية وإخفاقها في فك الاختناقات ووضع حلول للمشكلة. وهنا نفى ل «عكاظ» مدير مرور جدة العميد محمد بن حسن القحطاني تهاون إدارته في ضبط الحركة المرورية داخل المحافظة، مرجعا أسباب الازدحام الذي تشهده المحافظة إلى تزايد أعداد المركبات وكثرة مشاريع البنى التحتية التي أثرت بشكل مباشر على حركة السير في عدد من المواقع بشكل عام. وبين القحطاني توظيف جميع الطاقات الآلية والبشرية في إدارته في توجيه الحركة وفك الاختناقات على مدار الساعة، مستدلا بجهود إدارة مرور جدة وقطاعاتها الميدانية بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى إبان كارثة السيول الأخيرة، وكان لتدخل آليات المرور في إعادة توجيه الحركة عبر توحيد بعض الاتجاهات في الطرق المتضررة وفتح الجزر الوسطية في طريق الحرمين لتسهيل مرور المركبات للمواقع الآمنة أثره الكبير في إنقاذ أعداد كبيرة من قائدي المركبات الذين تصادف عبورهم لحظة تدفق السيول على حد قوله. وأرجع مدير مرور جدة أسباب الازدحام الحالي إلى عوامل عدة، أبرزها عدم استيعاب شبكة الطرق للكثافة المرورية وانعدام تنظيم النقل العام، فضلا عن تأثير مشاريع البنى التحتية كالجسور والأنفاق سلبا على الحركة المرورية اليومية. من جهته، انتقد عضو المجلس البلدي في جدة بسام أخضر حالة التباطؤ في تنفيذ مشاريع البنى التحتية وعلى رأسها الجسور والأنفاق، وقال: «عدم التخطيط والتنسيق بين الجهات المعنية أدى إلى تنامي مشكلة الاختناقات المرورية التي تشهدها المحافظة»، وزاد: «عدم وجود خطة مرورية متوازية مع حجم المشاريع والمدة الزمنية للتنفيذ وضعف قدرة الطرق البديلة لاستيعاب حركة السير وتهالك الطبقات الإسفلتية وانتشار الحفر الوعائية زاد من حجم المشكلة وحول الطرقات إلى مصائد للمركبات». وطالب أخضر بإعادة النظر في جميع المشاريع المنفذة، والاستفادة من دراسات النمو الحضري وتفعيل التنسيق بشكل جاد بين كافة الجهات المعنية، مع تكوين تصور شامل يضمن تحديد مسارات البنى التحتية لشبكات الخدمة الخاصة بالهاتف، الكهرباء، والمياه في مواقع المشاريع قبل البدء في تنفيذها تفاديا لتأخيرها. وفي ذات السياق، كشفت أمانة جدة أخيرا عن مخطط مشروع النقل الشامل في مدينة جدة حتى عام 1450ه واستقطابها لإحدى الشركات العالمية المتخصصة لدراسته، تمهيدا لإطلاقه بعد إنجاز الدراسات اللازمة وفق تنفيذ خطتها العملاقة لتأسيس شبكة متكاملة للنقل تشمل وسائل النقل العام، المركبات، والقطارات لحل مشكلة الاختناقات المرورية. يذكر أن الملتقى الأول لتخطيط المدن والذي نظمته الهيئة الملكية للجبيل وينبع أخيرا خلص إلى عدد من التوصيات أبرزها التأكيد على أهمية إيجاد استراتيجية عمرانية، وتبني أساليب فاعلة لإدارة النمو الحضري وتحقيق التوازن في توجيهه، وتكامل عمليات تخطيط النقل العام كجزء مهم وأساس في تخطيط المدن.