رادعا تجار الموت من إيصال سمومهم إلى إخوانه من أبناء الوطن، قدم روحه فداء لهذا التراب، في الثانية والنصف فجرا، في الثامن والعشرين من شهر صفر الماضي، في مركز أبو الريف على الشريط الحدودي مع اليمن، سالت دماء الشهيد الرقيب محمد بن علي المجرشي، في اشتباك وتبادل إطلاق نار مع عدد من مهربي المخدرات والمتسللين. قبل أن تكمل ابنته حنان جملتها «ليت أبي عاد معنا إلى منزلنا الذي نزحنا عنه»، كان رد حكومة خادم الحرمين الشريفين على أمانيها، وتكريما لشهدائها بشراء منزل لأسرته، تسديد ديونها، وحجز مقعد لابنته في جامعة جازان، وترشيح أحد أبناء عمومته لشغل وظيفته. ومع هذا الوفاء من حكومتنا لأسرة الشهيد، تزيد آمالهم في نظر الحكومة، في حالة أبنائه الأربعة ومعاناتهم مع مرض الأنيميا المنجلية. الناطق الإعلامي لحرس الحدود في منطقة جازان، العقيد عبدالله بن محمد بن محفوظ، قال: تمكن الشهيد المجرشي من إحباط تهريب العديد من المضبوطات خلال عمله في حرس الحدود، على الشريط الحدودي، وتمكن من القبض كذلك على المتسللين والمهربين، وحصل على العديد من خطابات الشكر والتقدير، حيث كان يرحمه الله من المتفانين في عملهم، والمقدرين بأخلاقه وفرض احترامه بين زملائه وأمام مسؤوليه. وكانت المملكة قبضت خلال الربع الأول من العام الجاري على 478 شخصا لتورطهم في جرائم تهريب وترويج مخدرات تقدر قيمتها السوقية بمليار وأربعمائة مليون ريال. وفي السياق ذاته، أمضى عابد عبدالله المالكي ثمانية أعوام يعمل في إدارة مكافحة المخدرات قبل أن يفارق الحياة على إثر انقلاب مركبة يستقلها وعدد من زملائه في منطقة عمق غربي مكةالمكرمة. يقول شقيقه سعد المالكي إن عابد الذي أدى صلاة الفجر جماعة في المسجد قبل أن يتلقى خبر وفاته كان حازما وصارما في عمله همه الأول الذود عن حياض الوطن والتصدي لتجار الموت، ويضيف «يبلغ شقيقي من العمر 37 عاما عند وفاته، ولديه ثلاثة أبناء عبدالله 14 عاما، وعهود 13 عاما، ومحمد 8 سنوات». وأضاف «أبلغتني عمليات إدارة المخدرات بوفاة شقيقي، وبقدر هول الخبر وفداحته غير أنني كنت أشعر بالفخر لوفاته وهو يؤدي عمله دفاعا عن وطن ليس ككل الأوطان، وعندما توجهت إلى الموقع باشرت مع زملائه في نقله إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة». وزاد «كان شقيقي يأتي كل يوم صباحا إلى والدنا لعمل برنامج العلاج الطبيعي اليومي له، حيث كان برا به كما أنه يقوم بإيصال إخواننا الصغار إلى مدارسهم ويعيدهم منها ظهرا، وقبل وفاته بثلاثة أيام سدد آخر قسط من قرض بنكي قيمته 200 ألف ريال». وبين المالكي أن شقيقه حضر مناسبة عشاء كانت هي الأخيرة التي التقينا فيها، مؤكدا أن ابنه كان يسكن منزلا مستأجرا ويملك سيارة بالإيجار قبل أن يفارق الحياة.