أرسلت الملحقية الثقافية في بريطانيا تعقيبا على ما كتبت يوم الاثنين 4 أبريل، ونشر التعقيب الموجه مباشرة إلى الزميل رئيس التحرير في صفحة سوق عكاظ يوم الثلاثاء 12 أبريل موقعا باسم إدارة العلاقات العامة في الملحقية، وهذا يعيد إلى الذاكرة مداخلة مدروسة ومحترمة حول موضوع طلابي في لندن، أرسلها الدكتور منيف الملافخ، عندما كان مبتعثا ورئيسا منتخبا للأندية والمدارس في دورتها الخامسة والعشرين، وقد نشرت المداخلة في نفس الصفحة يوم الاثنين 21 أغسطس 2006، وآمل ممن يقرأ العودة إليهما ليقف بنفسه على الفرق بين الانتخاب والتعيين، وبين رأي المبتعث المستقل ورأي الموظف الذي يعمل لخدمة مصالحه الضيقة، وبصراحة لم أسمع بوجود علاقات عامة في ملحقية لندن قبل الرد، وليتها تتواصل مع الإعلام والمجتمع البريطاني والمبتعثين والمبتعثات والجالية السعودية، وتكشف شخصية مديرها للتواصل معه. أعود لما ذكرته الملحقية في ردها، وأبدأ بالبوابة الإلكترونية للمبتعثين وخفضها لعدد المراجعين بنسبة 95 في المائة، وحتى لا تختلط الأمور فالبوابة إنجاز يسجل لوزارة التعليم العالي، ويستفيد منه المبتعثون والمبتعثات في كل دول الابتعاث، وسحب الاعتراف عن الجامعات البريطانية يتم بمعرفة لجنة في الملحقية وبالتنسيق مع الوزارة، ولا توجد معايير أقليمية أو دولية ولا يحزنون، لأن مجموعة من الجامعات الموقوفة تصنيفها جيد في بعض التخصصات، كما أن ما قيل في الرد لا ينسجم وتصريحات الملحقية المنشورة في أكثر من مناسبة، واعتبارها أن التكدس الطلابي سبب من أسباب الإيقاف، والإيقافات بالمناسبة لا تأتي مسببة دائما، ولا يبلغ بها الطلاب والطالبات إلا في الأوقات الحرجة، وبدون أن تساعدهم الملحقية في إيجاد البديل الموثوق والموافق عليه، ومن الأدلة تعميم الملحقية في يوم 23 يناير 2011 بإيقاف ثلاث جامعات، ومن ثم مطالبة المقبولين فيها بالبحث عن جامعات أخرى، ومتى؟ قبل بداية الدراسة في الربع الأخير من نفس السنة. أيضا الإحالة على مقام السفارة لم تكن موفقة، فالمعروف أن ما تصدره السفارة في الشأن الطلابي، يكون بعد توصية من الملحقية الثقافية بوصفها جهة الاختصاص والمرجع، وبالنسبة للتعيين ف «التكليف» في العرف الإداري تعيين مؤقت قد ينتهي بالتثبيت، وهو ما حدث بمباركة من الملحقية وحدها، ومن يرجع إلى تعميمات الهيئة المكلفة مؤخرا، سيجد أن مفردة «التكليف» اختفت تماما، وأنها الآن تمثل و«بدون انتخاب» الأندية والمدارس في دورتها الثلاثين مثلما يقول موقعها الرسمي، والتكليف في حد ذاته سابقة غير مفهومة، ولم يعرف له شبيه في تاريخ الانتخابات الطلابية في بريطانيا، ولا يوجد ما يقره نظاما، وكلام الملحقية صحيح نسبيا، فرؤساء الأندية قاموا فعلا بترشيح الأسماء الموجودة في الهيئة الإدارية المكلفة، ولكن الترشيح طبقا لنظام الانتخاب المعطل تم لغرض محدد، وهو إدارة الانتخابات والجمعية العمومية، لأن انتخاب الهيئة الإدارية لرئاسة الأندية والمدارس، يشارك فيه المبتعثون والمبتعثات المسجلين في الأندية في جميع المدن البريطانية، والملفت أن لائحة الانتخاب المعطلة لم يطبق منها إلا بند أو مادة واحدة، والمادة تتناول صرف «مخصصات مالية» لبعض المناصب في الهيئة الإدارية، وهذه المخصصات ثابتة وقد عمل بها في دورات سابقة، وفيها استدراك لمن يقول بأنهم يعملون «بدون مقابل» واستغرب كيف تعيش المملكة العربية السعودية تجربة الانتخاب في الداخل، وتتراجع الملحقية لتقر التعيين بديلا للانتخاب، وعن «منسق الاتصال» أقول بأن رئيس النادي المنتخب يقوم بعمل مضاعف، ولا يقارن مجهوده أبدا بوظيفة «منسق الاتصال»، وأسأل لماذا لا يمارس رئيس النادي المنتخب مهمة المنسق بجانب الرئاسة؟ وما المانع في أن يعطى راتبا أو مكافأة تقر له حقوقا وتفرض عليه واجبات؟ تماما كما هو حال المنتخبين الحكوميين في الدول الغربية. أما اقتباس الصحافة الاستقصائية والمصادر المجهولة في الرد، فأرى أنه غريب ولا علاقة له بالكلام القليل عن الملحقية في المقالة وردها الطويل والمربك، وهناك فرق بين مقالة الرأي والمادة الصحافية، والنص المقتبس قد يشمل، تجاوزا، التقارير والتغطيات والتحقيقات والأخبار أو حتى مقالات الرأي، إذا تعرضت لاقتباسات أو كلمات منسوبة لمصادر لم تسمها، والمقالة لم تتعرض لمصادر لا من قريب ولا من بعيد، ولا تحتاج إليها أصلا لأن رأي المبتعثين متوفر في مواقع تجمعهم على الإنترنت، بعدما «ماتت الجغرافيا» وأصبحت المنابر الإلكترونية فتحا كبيرا لا يمكن التنبؤ بمستقبله، وكذلك في الخطاب المعزز بالوثائق، والذي قدم لمقام السفارة ووقع عليه مبتعثون بأسمائهم الصريحة، ووعد الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة، بحمايتهم من احتمالات المضايقة أو إلغاء البعثة، والمبتعثون للدراسة في بريطانيا، في هذه الايام، ينفذون فعالياتهم بمعزل عن الأندية والملحقية غالبا، والحكمة تقتضي استيعابهم والالتفات إليهم بصدق وإعادة الانتخاب، وكاتب السطور لا يبيع الجمهور على المعلن، أو يقدم مصلحة على مصلحة، وإنما يعرض الحقيقة لمن يريدها أو يحاول التأكد منها، وعبارة أو تهمة البيع تكلم عنها دالاس سميث (1994) في تناوله لأسلوب عمل الإعلام التجاري أو الخاص، في حالة الاستقلال بالتأكيد، وهو يفترض أن الهدف التجاري مقدم على الهدف الاجتماعي، وأعتقد أن الافتراض غير دقيق إجمالا، والصحافة في الأوضاع المثالية تهتم بالأخطاء والسلبيات والتجاوزات، تكريسا لوظيفتها كسلطة رابعة، ولأن الإيجابيات لا تهم أحدا، وهذه طبيعة إنسانية يصعب تغييرها للأسف، وفي الاختلاف رحمة بإذن الله. binsaudb@ yahoo.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 107 مسافة ثم الرسالة