إعتراضاً على إلغاء المدارس السعودية وتحويلها إلى مجاميع تقوية ( الأولى ) : حصلت الأولى على رسالة من أولياء أمور الطلاب السعوديين الدارسين في بريطانيا على خلفية إلغاء المدارس السعودية وتحويلها إلى مجاميع تقوية وإليكم نص الرسالة : على مدار ثلاثة عقود من الزمان شكلت مدارس أبناء المبتعثين السعوديين في المملكة المتحدة وإيرلندا منارات سعودية للعلم والإيمان وذلك لأنها قامت بتدريس أبناء المبتعثين السعوديين مع شريحة أخرى من أبناء الجاليتين العربية والإسلامية المناهج التعليمية السعودية التي تجمع بين شتى العلوم والمعارف الدينية والدنيوية ، وقد وصل عدد هذه المدارس مؤخراً إلى ثنتين وثلاثين مدرسة موزعة على معظم مدن بريطانيا الكبيرة والصغيرة وينتظم فيها آلاف الطلاب السعوديين ومئات الطلاب الخليجيين والعرب والمسلمين. وقد عملت هذه المدارس على استمرار تأهيل أبناء المبتعثين دراسياً وفق المناهج السعودية وجعلت عودتهم بعد سني الغربة الطوال لمدارس الوطن أمراً ميسوراً والتحاقهم بأقرانهم في شتى المراحل الدراسية أمراً ممكناً وهو الأمر الذي افتقده أبناء المبتعثين في أمريكا وكندا وبعض الدول الأخرى ، إضافة إلى ذلك عملت هذه المدارس على تعليم أجيال من أبناء الجاليتين العربية والإسلامية في بريطانيا اللغة العربية والقرآن الكريم وبعض العلوم الأخرى التي حوت كثيراً من الصور المشرقة عن مملكتنا الحبيبة ، وهم حريصون على الانضمام إليها بكل الوسائل الممكنة حيث أنها شكلت لهم الملجأ الآمن للتمسك بثوابت الدين واللغة والوطن الأم. مظلة طلابية وأندية الطلاب المبتعثين في بريطانيا ومدارس الأبناء هي منظمة طلابية معتمدة رسمياً من قبل وزارة التعليم العالي ولها لائحة تنظيمية تشرف عليها جمعية عمومية تتكون من أعضاء الهيئة الإدارية العليا للأندية والمدارس إضافة إلى جميع رؤساء الأندية الطلابية والتي تزيد عن الأربعين نادياً في مختلف المدن البريطانية إضافة إلى مديري المدارس الاثنتين والثلاثين ، وحظيت هذه المنظمة بدعم متواصل منذ بداية تأسيسها من قبل سفراء خادم الحرمين في المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية ولا زالت تلقى الدعم الكامل من قبل سفير خادم الحرمين الحالي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز ، وحظيت كذلك بدعم المسئولين في الملحقية السعودية الثقافية في لندن. ويبدو أن شمس هذه المدارس آخذ في الأفول وذلك بعد أن أعلن الملحق الثقافي في المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية الدكتور غازي مكي لجريدة الاقتصادية في عددها رقم 6207 بتاريخ السبت 9 أكتوبر 2010 أن هذه المدارس سيتم تحويلها لمجموعات تقوية محلية لكل مدينة وذلك في المواد الدينية والعربية فقط على أن يكتفى بشهادة المدارس الإنجليزية ؟! وهكذا وبمنتهى البساطة أسدل سعادته الستار على هذه المكتسبات السعودية المشرقة بالنور والعلم والإيمان والتي قامت على مدار ما يقرب من ثلاثين عاماً على أرض بريطانيا ؟! وأما قضية مراكز التقوية التي يزعمها فهي خطوة ومرحلة يعتبرها المبتعثون دبلوماسية مؤقتة لامتصاص غضب أولياء الأمور المتوقع وذلك حتى يحين موعد الإغلاق النهائي بعد أن يكون المبتعثين أنفسهم هم أول من يتسرب منها ويتخلى عنها لأنها لا تمنح لأبنائهم شهادات تعترف بها وزراة التربية والتعليم ، وهكذا يكون سعادته قد نجح في إغلاق المدارس السعودية في بريطانيا بعد أن كان له قصب السبق أيضاً في إغلاق المدارس السعودية في كندا حسب ما ذكره عن نفسه أكثر من مرة في لقاءاته مع الطلاب المبتعثين في بريطانيا؟! والشخص البعيد عن أرض الواقع الذي يقرأ تصريح الملحق الثقافي لجريدة الاقتصادية لأول مرة قد يرى فيه شيئاً من الصحة ؟! وذلك باعتبار أن التركيز ينبغي أن يكون على المواد الدينية والعربية وأما بقية المواد فإن الطلاب يفترض أنهم يدرسونها في المدارس الإنجليزية ولا داعي لإثقال كاهلهم بها ؟! ولكن الطالب المبتعث في بريطانيا والذي لديه أبناء في المدراس الإنجليزية يعايش خلاف واقع تصور الملحق الثقافي ومن قرأ تصريحه من على بعد ؟! المناهج السعودية فالمبتعثين السعوديين في بريطانيا نجحوا في المحافظة على هذه الكيانات التعليمية والتربوية على مدار الفترة الماضية رغماً من كل العقبات الإدارية والمالية والاجتماعية التي واجهوها ، ولكنهم أصروا على وجودها ضماناً لتلقي ابناءهم القسط الكافي من جميع المناهج السعودية ومنحهم الشهادات المماثلة لأقرانهم في السعودية حتى لا يتعثروا حين عودتهم لمدارس الوطن ، والسبب الرئيس الذي جعلهم يصرون على هذا التوجه هو ما لاحظوه من تفاوت كبير جداً بين المناهج السعودية والبريطانية في المواد العلمية والأدبية ، فتوزيع مناهج المدارس الإنجليزية ومسمياتها ومفرداتها تختلف كثيراً عما هو عليه الأمر في المدارس السعودية كماً وكيفاً ، وقد كان هذا سبباً رئيسياً لامتناع وزارة التربية والتعليم السعودية لمعادلة شهادات المدارس الإنجليزية بما يقابلها من السعودية وعلى مدار سنين طويلة ، ولم يصدر قرار الموافقة على المعادلة إلا منذ أشهر قلائل فقط ، والمتأمل لقرار المعادلة هذا يجد به العديد من الأمور غير الواضحة الأمر الذي يوحي بأنه صدر دون دراسة مسبقة وافية وفيما سيأتي توضيح لبعض هذه الإشكاليات. اختلاف بين الدراسة في البلدين وفضلاً عن اختلاف المواد والمناهج بطبيعتها ومسمياتها ومفرداتها فإن كثيراً من أبناء المبتعثين يدرسون أصلاً في المدارس الإنجليزية في مراحل لا تقابل نظيراتها في المدرسة السعودية ؟! فنظراً لأن المدارس الإنجليزية تأخذ بالتاريخ الميلادي فإن ذلك يتسبب في اختلاف عمر الطالب بعدة أشهر أحياناً مما يجعلهم يضعونه في المرحلة لمناسبة له عمرياً وفق القانون والتي غالباً ما تكون أعلى بسنة عن وضعه الدراسي في المدرسة السعودية ، وهكذا فإن قضية معادلة الشهادة الإنجليزية بالسعودية ستفقد مصداقيتها فيما يخص معظم أبناء المبتعثين في بريطانيا لا من حيث المرحلة العمرية ولا المناهج ومفرداتها. إضافة إلى ذلك هناك شريحة من طلاب المدرسة السعودية لا يدرسون أساساً بالمدارس الإنجليزية ؟! ومنهم على سبيل المثال بعض زوجات المبتعثين وبعض أبنائهم وبناتهم الكبار في السن والذين لم تقبلهم المدارس الإنجليزية بسبب السن ، وهناك أبناء بعض الطلاب المبتعثين الذين لا يقيمون في بريطانيا إلا لمدة تقل عن الستة أشهر بسبب ظروف معينة كعدم استقرار الوالد أو الوالدة في بريطانيا لسبب أو لآخر ، فمثل هؤلاء الطلاب لا تقبلهم المدارس الإنجليزية أساساً بسبب قصر المدة ولذا فإن المدارس السعودية هي خيارهم الوحيد لكي يبقوا على المستوى الدراسي المماثل لأقرانهم في السعودية ، وأمثال أولياء أمور هؤلاء الطلاب كثيرون بما في ذلك طلاب اللغة وطلاب الماجستير والذي مدته عام واحد فقط وكذلك الموظفين العسكريين أو المدنيين الحاصلين على دورات تأهلية في اللغة الإنجليزية أو في صميم العمل ولمدة لا تزيد عن الستة أشهر أو السنة على أقصى تقدير ويماثلهم في ذلك موظفي الشركات والقطاع الخاص المبتعثين لمثل تلك الدورات الخارجية . من المتضرر؟ إن أكثر شريحيتين طلابيتين مستفيدتين من استمرار المدارس السعودية في بريطانيا على نفس النظام الذي كانت عليه مسبقاً ، ومتضررين من النظام الجديد الذي صرح به الملحق الثقافي لجريدة الاقتصادية في عددها المذكورآنفاً لهما شريحة أبناء المبتعثين لدراسة الدكتوراة على وجه العموم وشريحة الطلاب الذي يدرسون في الصف الثاني والثالث الثانوي على وجه الخصوص ، فأبناء طلاب الدكتوراة سيقضون مع والديهم ما يقارب الخمس سنوات على أرض بريطانيا الأمر الذي يعني اندماجهم بقوة في المدارس الإنجليزية لغة وتعليماً وثقافة وبعدهم المتوقع عن لغتهم الأصلية وثقافتهم وهويتهم الدينية والوطنية ، وأما طلاب الثاني والثالث الثانوي فهم أكثر المتضررين نتيجة اختلاف المناهج المذكور سالفاً بل واختلاف طرق التقييم إضافة إلى أن شهاداتهم التي سيحصلون عليها وإن تمت معادلتها فإنه من المتوقع أن تحتسب لهم بنظام الانتساب وليس الانتظام ؟! مما يعني ضآلة فرص القبول لاحقاً في الجامعات السعودية. الطريقة السابقة وأما عن طريقة العمل الحالية المتبعة في هذه المدارس فإنها تقوم في الأساس على كاهل الطلاب المبتعثين أنفسهم ، حيث أنه وقبل بداية كل عام دراسي يكون طلاب كل مدينة بريطانية قد اختاروا مديراً للمدرسة عن طريق الانتخاب ويكون ممن تتوفر فيه المؤهلات التربوية والعلمية والقيادية المناسبة لهذا المنصب والذي بدوره يرشح فيما بعد وكيلاً له ومسئولاً مالياً ، ويتلقى مدير المدرسة جميع التعليمات والتوجيهات الخاصة بتنظيم سير الدراسة من الإدارة العامة للمدارس في بريطانيا والتي هي بدورها تعمل على تطبيق ما يرد إليها من توجيهات تعليمية من قبل وزارة التربية والتعليم السعودية ، ويتم تزويد هذه المدارس سنوياً بكافة المناهج التعليمية السعودية وذلك عن طريق وزارة التربية والتعليم ، ويتم دعمها مادياً بالمبالغ التشغيلية اللازمة والتي تشمل أجور المعلمين والمعلمات ورسوم استئجار المباني وخلاف ذلك عن طريق وزارة التعليم العالي مباشرة وكذلك عن طريق نظام التشغيل الذاتي الذي تتبعه هذه المدارس والذي يتمثل في استحصال رسوم قبول لجميع الطلاب المنتسبين لهذه المدارس من سعوديين وغيرهم من الجنسيات الأخرى، وأما التدريس فإن الذي يتولاه عادة هم المبتعثين أنفسهم كل حسب تخصصه ويتم الاستعانة أيضاً بالأخوة والأخوات ممن لديهم خبرة علمية وتربوية من أبناء الجاليات الأخرى، ولأن معظم طلاب المدرسة السعودية يدرسون طيلة أيام الأسبوع في مدارسهم الإنجليزية فإن نشاط المدارس السعودية يكون عادة في إجازة نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد أو يوم السبت مع دوام مسائي ليوم أو يومين في أحد أيام الأسبوع ، حيث يعطى الطالب فيها فرصة دراسة جميع المواد الدينية والعربية والعلمية بواقع حصة لكل مادة مع التركيز على المواد الدينية والعربية ، ويتم تقييم الطلاب في نهاية كل مرحلة وفق النظام المعمول به في المدارس السعودية داخل أرض الوطن ، وفي نهاية المطاف يتم إصدار التقارير والشهادات التي يتم اعتمادها من قبل إدارات المدارس في كل مدينة ثم المدير العام للمدارس ثم يتم تصديقها من قبل الملحقية الثقافية في لندن. لا مثالية .. ولكن! ويدرك القائمون على هذه المدارس وكذلك أولياء أمور الطلاب أن العمل بهذه المدارس لا يصل للدرجة المثالية التي يفترض أن تتحقق في المدارس النظامية السعودية وذلك بسبب ظروف دراسة الطلاب طيلة أيام الأسبوع في المدارس الإنجليزية ، إلا أنهم مطمئنون تماماً للدور الكبير الذي تقوم به هذه المدارس في سد الثغرة الحاصلة في هذه القضية المهمة ، فلولا هذه المدارس لتعذر على الأبناء الصغار متابعة المناهج السعودية والإبقاء على المستوى المعقول والمأمول من مستويات الارتباط باللغة والدين والثقافة وخصوصاً لدى أولئك الذين يقيمون السنوات الطوال في بلد أجنبي يدرسون في مدارسه ويتكلمون لغته ويتأثرون بثقافته، ولا يخفى على أحد تلك النماذج والعينات من الطلاب الذين لم ينتظموا في مثل هذه المدارس السعودية وحين عادوا إلى وطنهم بعد تلك السنوات أصبحوا غرباء عليه ديناً ولغة وثقافة وانتماءً، ولذا فإن من الأمور التي تحرص عليها مدارس الطلاب السعوديين في بريطانيا تدريس كافة المناهج بما في ذلك المواد العلمية التي تعزز لغتهم العربية وتحصيلهم العلمي عند دراسة ما يماثلها من موضوعات في المدارس الإنجليزية، كذلك تحرص هذه المدارس تماماً على تدريس المواد الاجتماعية والتي تحوي مفاهيم وكنوز علمية وتاريخية لا غنى عنها في تاريخ المملكة العربية السعودية والعالمين العربي والإسلامي إضافة إلى أهمية تعزيز الانتماء الوطني لهؤلاء الطلاب عن طريق هذه المناهج التي لا ينبغي التخلي عن تدريسها مهما كلف الأمر ، ونتيجة لهذه الجهود الكبيرة التي تبذلها المدارس السعودية في بريطانيا فإنها قد جعلت من بريطانيا الوجهة الأولى لكثير من الطلاب السعوديين الراغبين في الابتعاث للخارج حيث توجد هذه المدارس التي تكفل استمرار تعليم أبنائهم وانتمائهم للدين والوطن واللغة. تجاهل واضح وفضلاً عن الإشكاليات التي قد تطرأ على ما قد يحدثه التغيير المأمول الذي يطمح إليه الملحق الثقافي الدكتور غازي مكي، فإن ما يزعج الطلاب المبتعثين في بريطانيا هو التجاهل الواضح والمتعمد الذي لاحظوه من قبل سعادته، فمع أن أمر التغيير هذا مصيري بالنسبة لهم إلا أن الملحق لم يكلف نفسه عناء استشارتهم بهذا الخصوص منذ البداية وحتى النهاية، بل إنه ايضاً تجاوز مديري المدارس وكذلك الهيئة الإدارية العليا في الأندية والمدارس بخصوص التغيير الذي يطمح إليه وكأن الأمر لا يعنيهم أو أنه يخص طلاب في بلد آخر؟! وهكذا فإن أبسط تعبير يجده الطلاب المبتعثون لمثل هذا التصرف هو اتخاذ هذا القرار عبر سياسة البرج العاجي للأسف؟! ومع أنه يزعم بأن هناك لجنة شكلت من قبل وزارة التربية والتعليم مع الملحقية إلا أنها تبقى أيضاً لجنة عاجية لا يعلم المبتعثون من الذي أمر بتشكيلها ولا من هم أعضاؤها بل ويستغربون كيف تجاهلت هذه اللجنة هذه الأعداد الغفيرة من أولياء الأمور ومديري المدارس ولمصلحة من تم هذا التجاهل؟ مع أن صميم عمل هذه اللجنة المزعومة هو من أجلهم ؟! حدث سابق وقد كان للملحق مع المدارس سابقة في العام الدراسي المنصرم حيث وجه بأن تكون المدارس السعودية البريطانية الاثنتان والثلاثون تحت مظلة المدرسة السعودية في باريس؟! وأن يتم عمل اختبارات موحدة لطلاب وطالبات الثانوية العامة؟! وفي مراكز عديدة يسافر إليها أولئك الطلاب من مختلف المدن البريطانية ولمدة أسبوعين كاملين مع ما يتبع ذلك من إرهاقات دراسية ومالية لأولياء أمورهم ؟! في الوقت الذي ألغت فيه وزارة التربية والتعليم أساساً نظام الاختبارات الموحدة لطلاب الثانوية العامة ؟! ولم ينقذ هؤلاء الطلاب المساكين وأولياء أمورهم من هذه الإشكالية التي أرقتهم كثيراً إلا التدخل الشجاع والحكيم من قبل سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز وفقه الله الذي أمر بأن تلغى هذه المركزية وتقفل هذه المراكز ويعود الوضع على ما هو عليه. طلاب ثاني ثانوي!! وفضلاً عن إشكاليات التغيير المتوقع وكذلك فضلاً عن التجاهل المتعمد الذي قوبل به المبتعثون في بريطانيا من ملحقهم الثقافي الذي يفترضون فيه أن يكون سندهم وظهيرهم الأول، فإن الأمر هو بمثابة كارثة حقيقة لدى كثير من أولياء الأمور وخصوصاً ممن لديهم ابناء وبنات في المرحلتين الثاني والثالث الثانوي وكذلك المبتعثين الجدد لدراسة الدكتوراة ممن سيقضون ما لايقل عن خمس سنوات في بريطانيا ، فهم حتى تاريخ كتابة هذا المقال لا يعلمون هل يبقون أبناءهم معهم في بلد الغربة ويخاطرون بمستقبلهم الدراسي ؟! أم أنهم يعيدونهم إلى الوطن ليكملوا تعليمهم هناك مع أقرانهم مع ما قد يصاحب ذلك من مشكلات التشتت الأسري الذي لا مناص عنه وذلك لضرورة مرافقة أحد الوالدين لهم في السعودية على أقل تقدير ؟! إضافة إلى أن الدراسة قد بدأت أساساً في السعودية مما يضيع على هؤلاء الصغار فرصة التحصيل المبكر بل فرصة القبول في المدارس القريبة من منازل ذويهم مما قد يعني التشتت مرة أخرى من بريطانيا إلى السعودية ؟! معاناة الآلاف وهكذا فإن الأسطر السابقة تحوي قصة معاناة لآلاف الطلاب المبتعثين مع أغلى ما يعز عليهم ألا وهو مستقبل أبناءهم الدراسي ، والذي أصبح في خطر حقيقي بالنسبة لهم نتيجة القرارات الفردية والارتجالية لسعادة الملحق الثقافي ومن يعلمون معه ، بل إن خطر تقفيل هذه المنارات السعودية التي رفرفرت عالياً في سماء بريطانيا لمدة ثلاثة عقود أصبح أمراً وارداً ، ولا يملك المبتعثون أي تفسير لمثل هذه القرارات والتصرفات إلا ما يسمعونه من عبارات تتردد حيال ما حصل في بعض هذه المدارس من تجاوزات في الأعوام الماضية ؟! فبدلاً من أن يوجه سعادته بالعمل على تطوير العمل بهذه المدارس بكافة السبل التي تضمن التطوير للأفضل وتلافي الخلل الذي قد يحصل فإنه يوجه بأن يتم البتر الكامل لها ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ولذا فإن الأمل معقود على المسئولين في سفارة خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية وخصوصاً الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز وكذلك في وزارة التعليم العالي وعلى رأسها معالي الوزير الدكتور خالد العنقري بأن يتدخلوا قبل أن يتم التغيير المزعوم الذي تم رسمه وتخطيطه بعيداً عن أرض الواقع ولذا فإن النتائج المأمولة منه ستكون كارثية على المبتعثين وأبناءهم وعلى وطننا الغالي على المدى البعيد، وصدق الشاعر القائل: متى يبلغ البنيان يوماً تمامه **إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم!! أولياء أمور الطلاب بالمدارس السعودية – المملكة المتحدة